خلال السنوات الأخيرة، تابعنا باهتمام الكتابة الساخرة في بلدنا الصغير، وقد بدا هذا المشهد كبيراً، إذا ما قيس بندرة الكتابة الساخرة العربية، وحتى العالمية.. ولا يجد المراقب كبير عناء باكتشاف أن ظاهرة الكتابة الأردنية الساخرة تتسع وتزداد، مع تعاظم استحقاقات الأوضاع الاقتصادية والسياسية .. فكان أن تزايدت أعداد الكتاب الساخرين حتى صا...
قراءة الكل
خلال السنوات الأخيرة، تابعنا باهتمام الكتابة الساخرة في بلدنا الصغير، وقد بدا هذا المشهد كبيراً، إذا ما قيس بندرة الكتابة الساخرة العربية، وحتى العالمية.. ولا يجد المراقب كبير عناء باكتشاف أن ظاهرة الكتابة الأردنية الساخرة تتسع وتزداد، مع تعاظم استحقاقات الأوضاع الاقتصادية والسياسية .. فكان أن تزايدت أعداد الكتاب الساخرين حتى صاروا أكثر من الهم على القلب وهم يشكون من البطالة.. وبات بإمكاننا توريد الكثير منهم إلى مصر، كعمالة وافدة مضادة… رغم أن مصر هي أم النكتة والفرفشة.. ولكن يبدو أنه قد وضع سره في أكشر خلقه. وكتابتنا الساخرة تشتغل على الملتبَس والمفارِق وحمّال الأوجه.. إنها المشي على أوتوستراد الشعرة الفاصلة بين الجد والتهريج، ودون أن تتصف بأيهما.. إنها الرقص من شدة الألم، وهي الدعاء بأن ينجينا الله من شر هذا الضحك.. فشر البلية ما يضحك.. وهي تكاد تشبه كشك الكتب الشهير لحسن أبو علي.. هذا الكشك (القزم) الذي يقف، في قاع المدينة، بتواضع الواثق، بجانب البنك العربي العملاق، وبمواجهة شجاعة ومباشرة لمخفر الشرطة، على الرصيف المقابل، ولعل الكتابة الساخرة في نهاية المطاف ليست سوى هذا القزم القصير الذي يمد لسانه الطويل في وجه العالم الكبير(المال والسلطة)!