يروم هذا الكتاب دراسة العروض المسرحية من الناحية السينوغرافية، وذلك قصد فهم آليات الصورة الركحية للإحاطة بكل الجوانب والميكانيزمات التي تتحكم فـي العمل المسرحي من البداية حتى النهاية.وتعرف السينوغرافيا بكونها علم تصوير الخشبة أو المنظر الركحي، ويهتم هذا العلم كذلك بالديكور ومعمار الخشبة المسرحية. وتعد السينوغرافيا بمثابة تقنية إ...
قراءة الكل
يروم هذا الكتاب دراسة العروض المسرحية من الناحية السينوغرافية، وذلك قصد فهم آليات الصورة الركحية للإحاطة بكل الجوانب والميكانيزمات التي تتحكم فـي العمل المسرحي من البداية حتى النهاية.وتعرف السينوغرافيا بكونها علم تصوير الخشبة أو المنظر الركحي، ويهتم هذا العلم كذلك بالديكور ومعمار الخشبة المسرحية. وتعد السينوغرافيا بمثابة تقنية إخراجية ترصد الجوانب البصرية والهندسية للعرض المسرحي، من إضاءة، وموسيقى، وتشكيل، وتقسيم للخشبة، واهتمام بالكوريغرافيا، والأزياء، والماكياج. وإذا كان العرض المسرحي يحمل دلالات لغوية منطوقة مباشرة أو غير مباشرة، فإن السينوغرافيا تقوم بمهمة التوضيح والتفسير والشرح. أي تؤول بصريا كل العلامات الغامضة، وتشرح بالملموس الفيزيقي كل الدلالات الملتبسة الغامضة، وتفكك كل الإشارات السيميائية أو الرمزية، وذلك من خلال ربطها بمرجع بصري حسي. ويعني هذا أن السينوغرافيا تنقل النص المسرحي من خاصيته التجريدية إلى عالم التجسيد البصري، والممارسة الركحية، والتفسير الأيقوني، والتمثيل الحركي، والكوريغرافيا الجسدية. ومن هنا، فالسينوغرافيا تتكون بصفة عامة من الأزياء، والماكياج، والكتل البشرية، والديكور، والإضاءة، والموسيقا، وتنظيم الخشبة، وبناء المناظر والديكور. ويعني هذا أن السينوغرافيا أشمل من الديكور والمعمار المسرحي. ومن ثم، فلها وظائف فنية وبصرية وجمالية ومرجعية لاتحدد إلا حسب سياق العرض المسرحي، ومتوالياته المشهدية، وفصوله الدرامية.هذا، وقد قسمنا كتابنا إلى أربعة مواضيع على النحو التالي:1- شعرية العرض المسرحي.2- السينوغرافيا المسرحية.3- أنواع السينوغرافيا.4- لوحات سينوغرافية.وأتمنى من الله عزوجل، أن يوفقنا فـي هذا الكتاب المتواضع الذي قصدنا به خدمة قراء الأمة العربية والإسلامية، وذلك من أجل فهم مكونات السينوغرافيا، ومعرفة طريقة بنائها وصياغتها، وتبيان مجمل الوظائف التي تؤديها داخل العلمية الإخراجية والميزانسينية.