فكرة حد الردة لا تزال متأصلة في الفكر الإسلامي، ومتعمقة في أذهان معظم المسلمين المعاصرين، ويتمسكون بها كما لو كانت من مفاخر الإسلام، ومن الضمانات الرئيسة لحماية الإسلام. رغم أنها لا يمكن أن تحمى الإسلام؛ فلا يُحمَى إيمان بسيف السلطان. إنه عندئذ لا يكون إيمانًا، لكنْ إذعانًا. وإنما يبقى الدين ويزدهر؛ لأنه يمثل أسمَى القيم وأنبل ا...
قراءة الكل
فكرة حد الردة لا تزال متأصلة في الفكر الإسلامي، ومتعمقة في أذهان معظم المسلمين المعاصرين، ويتمسكون بها كما لو كانت من مفاخر الإسلام، ومن الضمانات الرئيسة لحماية الإسلام. رغم أنها لا يمكن أن تحمى الإسلام؛ فلا يُحمَى إيمان بسيف السلطان. إنه عندئذ لا يكون إيمانًا، لكنْ إذعانًا. وإنما يبقى الدين ويزدهر؛ لأنه يمثل أسمَى القيم وأنبل المبادئ، ولأنه قُربَى إلى الله. ومن رفضه فلا يضر إلا نفسه. وهذا هو ما قرره القرآن: { من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها}. الأستاذ جمال البنا أحد كبار المفكرين الإسلاميين العقلانيين والذين لا يخافون في الحق لومة لائم حتى ولو تعارض ما وصل إليه في أبحاثه مع التفكير السائد، معتمدًا دائما على القرآن الكريم أولا وأخيرًا، وضبط السُّنَّة بضوابط القرآن، وعدم التقيد بما قد يكون قد وضعه الأسلاف من فنون واجتهادات ومذهبيات تأثروا فيها بروح عصرهم، وسيادة الجهالة واستبداد الحكام وصعوبات البحث والدرس فانعكس ذلك على تفاسير القرآن وأحكام الفقه وفنون الحديث وأقحم فيها مفاهيم دخيلة ومناقضة لروح الإسلام.