هذا الكتاب مجهول للكاتب الراحل نجيب سرور. كتبه بين أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، نشر القسم الأقل من فصوله، أما القسم الأكبر من هذه الفصول فقد ظل شبه ضائع حتى أتيح لنا العثور على المخطوطة الأساسية، وتحقيقها وضبتها ومقارنة بعض فصولها مع ما هو منشور... فتكامل هذا الكتاب القيم الجميل الذي هو بمثابة نثر ثقافي كان ضائعاً.ولسنا نبال...
قراءة الكل
هذا الكتاب مجهول للكاتب الراحل نجيب سرور. كتبه بين أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، نشر القسم الأقل من فصوله، أما القسم الأكبر من هذه الفصول فقد ظل شبه ضائع حتى أتيح لنا العثور على المخطوطة الأساسية، وتحقيقها وضبتها ومقارنة بعض فصولها مع ما هو منشور... فتكامل هذا الكتاب القيم الجميل الذي هو بمثابة نثر ثقافي كان ضائعاً.ولسنا نبالغ إذا وصفنا هذه الدراسة المتميزة بأنها دراسة جديدة من نوعها في النقد الأدبي العربي في فترة الستينات تلك -وفي زماننا هذا أيضاً- عن ثلاثية نجيب محفوظ- (بين القصرين- السكرية- قصر الشوق). ولعلها أن تكون أول دراسة في النقد الأدبي العربي، تذهب في رحلة تحليل واستكشاف في العالم الداخلي والبنية الداخلية لثلاثية محفوظ، ولشخصياتها.. إنها، في الواقع، دراسة تجمع -ومنذ تلك الأيام- بين الطريقة البنيوة، والرؤية الماركسية، والإمتاع القصصيـ معاً.. فلا هي تكتفي بالتحليل البنيوي التشريحي الجاف والمجرد، ولا هي تنظر إلى العمل الأدبي من الخارج، وبأحكام مسبقة!.. بل هي، بالفعل، رحلة ناقد ماركسي -فنان ومستنير- إلى العالم الداخلي إلى العالم الداخلي للثلاثية، يعرفنا على معالم وأسرار والشخصيات والأماكن والأحداث، عبر البنية المتشابكة والحية للثلاثية، وعلى الأخص في قسمها الأساس "بين القصرين"...فهي دراسة طليعية رائدة، سواء بالنسبة للآخذين -فيما بعد- بالطريقة البنيوية من النقاد العرب، أم بالنسبة للنقاد العرب الماركسيين -وهذا الناقد الفنان يملك أسلوباً قصصياً مشوقاً وممتعاً، فإذا الدراسة النقدية هذه تحمل إلى القارئ متعة فنية ومتعة عقلية ومتعة الاكتشاف معاً.
