مجموعة قصصيةجائزتان للأديبة الطبيبة منال القاضي، واحدة من شركات السجائر ففي قصصها أناس يدخنون بمتعة وسعادة و يتكلمون و يكتبون ويرسمون بدخان السجائر ،يشعلون السجائر بلذة و يمدونها في الطفاية بنشوة ثم يستأنفون التدخين ويكون الدخان علي شكل أصابع ووجوه وكلمات ويكاد القارئ يختنق من رائحة الدخان وشكله ولكن منال القاضي تعد عليهم أنفاسه...
قراءة الكل
مجموعة قصصيةجائزتان للأديبة الطبيبة منال القاضي، واحدة من شركات السجائر ففي قصصها أناس يدخنون بمتعة وسعادة و يتكلمون و يكتبون ويرسمون بدخان السجائر ،يشعلون السجائر بلذة و يمدونها في الطفاية بنشوة ثم يستأنفون التدخين ويكون الدخان علي شكل أصابع ووجوه وكلمات ويكاد القارئ يختنق من رائحة الدخان وشكله ولكن منال القاضي تعد عليهم أنفاسهم دون شعور بالضيق فالمهم عند هذه الطبيبة ان ترصد و تحلل و تنتهي القصة والقصة القصيرة انواع قصة حادثة و قصة شخصية وقصة جو وقد أجادت منال القاضي رسم الجو والشخصية او جو الشخصية فيس في قصصها اي احداث و انما شفاه تنفتح و تنطبق و حواجب تتسع وتضيق وترتفع وعيون فيها دموع كل العيون بهذه الإيماءات و الإيحاءات يتفاهمون و تنتهي القصة مثلا قصة اسمها مرسيدس ولا علاقة لاسم السيارة بما في هذه القصة فالسيارة ورثتها سيدة عن زوجها وجلست في المقعد الخلفي تشعل سيجارة و تتفرج علي دخان سيجارتها وترسم بالدخان أشكالا من الناس و كلمات وحوارات و تطفئ السيجارة و يظهر الناس في الشارع و تنتظر وتمط شفتيها و تشعل سيجارة اخري و تنتهي القصة وبعد ان تفرغ من قراءة القصص العشر في مجموعتها يحدث احيانا الصادرة عن دار الامين تكتشف ان أحدا لم يتكلم ولا كلام و لا حوار فهي لا تحتاج إلى الكلام وانما الكل ينظر و يتفاهم ونفهم نحن أيضاً فليس الكلام هو الوسيلة الوحيدة للتعبير وانما الشفتان والعينان و اللسان وهو يتذوق بقايا البقايا علي الشفاه وكان الأديبة الطبيبة منال القاضي فد وضعت الناس وراء حائل زجاجي و راحت ترصد حركاتهم بموضوعية شديدة دون ان تتعاطف معهم بالحب او الكراهية حتي لو ازلنا الحاجز الزجاجي و حشرنا انفسنا بينهم فلا كلام ولا ضرورة للكلام فالجو العام يدلنا علي كل شئاما عن اسلوب الكاتبة منال القاضي فهي تنتسب الي مدرسة الرسم بالنقد او مدرسة التنقيط نقطة الي نقطتين يتكون منها خط مستقيم او منحرف اي عبارة عن شخص وعبارة عن شخص اخر وثان وثالث وأناس يتحركون و يتكلمون بعيدا كلهم في الخلفية ولكن شخصا وإحدا. هو الذي يظهر و يتصدر كل شئ تماماً كما يحدث في أغنيات فيديو كليب المطرب هو المقصود اما الرقص حوله وأمامه فهي عناصر مساعدة ديكور اما الجائزة الثانية فهي مني انا لبراعته في التعبير بغير كلام و الرسم بغير أقلام فهذا لا يحدث احيانا ولكن في معظم الاحيان مقال الكاتب الكبير انيس منصور المنشور في الاهرام ١٧ فبراير٢٠٠٠