الأدب - مثلما الفن - نبض الأمة والمعبر عن وجدانها وضَميرها وحبها وفرحها وحزنها وغضبها وأملها وألمها وطموحاتها وتطلعاتها، وحياته مرتبطة أشدّ الإرتباط بحياة الأمة، وقد امتغى العرب منذ فجر تاريخهم بالكلمة شعراُ ونثراً ونقداً وبلاغة. ولما انقضى القرن العشرون وقفت الأمم وقفة مراجعة لكل ما أنجزته في ذلك القرن في ميادين السياسة والإقتص...
قراءة الكل
الأدب - مثلما الفن - نبض الأمة والمعبر عن وجدانها وضَميرها وحبها وفرحها وحزنها وغضبها وأملها وألمها وطموحاتها وتطلعاتها، وحياته مرتبطة أشدّ الإرتباط بحياة الأمة، وقد امتغى العرب منذ فجر تاريخهم بالكلمة شعراُ ونثراً ونقداً وبلاغة. ولما انقضى القرن العشرون وقفت الأمم وقفة مراجعة لكل ما أنجزته في ذلك القرن في ميادين السياسة والإقتصاد والإجتماع والفكر والعلم والصناعة والأدب وغيره، وكان من الطبيعي أن يكون للأدب - لدى العرب - نصيب وأفرق هذه المراجعة؛ فهو ديوانهم ومرآة فكرهم وروحهم وضميرهم. وفي سياق عناية مؤسسة عبد الحميد شومان في تسليط الضوء على المشهد الثقافي العربي والأردني خلال القرن العشرين، قامت بتنظيم مجموعة من المحاضرات المتخصصة شارك فيها نخبة من النقاد والدراسين الأردنيين للحديث عن جوانب من الحياة الأدبية في الأردن وفلسطين في النصف الثاني من القرن الماضي (1950- 2000م)، وقد توزعت هذه المحاضرات ما بين النقد والشعر والقصة القصيرة والرواية والمقالة، ونظراً لأهمية هذه المحاضرات حرصت المؤسسة على إصدارها في هذا الكتاب الذي خصص لهذا الحقل المعرفي "الأدب" ليلقي القارئ من خلاله نظره على إجمالية على الأدب الأردني والفلسطيني، ومن هنا حمل عنوان "معالم.... " لأن المعالم لا تفعل شيئاً من الملامح الرئيسية البارزة في الموضوع الذي تتناوله الدراسة.ومن هنا أيضاً تأتي أهمية هذا الكتاب لأنه يرصد معالم الأدب الأردني والفلسطيني خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وهو بذلك يصلح أن يكون إطاراً عاماً وموجباً أساسياً من مراجع الدراسات الأدبية في الأردن وفلسطين على مدى نصف قرن من الزمان. وقد جاءت موضوعات الكتاب على النحو التالي: 1-معالم الحياة النقدية في الأردن وفلسطين للدكتور إبراهيم خليل، 2-الشعر في فلسطين والأردن (1950- 2000) للأستاذ أحمد الزعبي، 3-سالم القصة القصيرة في فلسطين والأردن في القرن العشرين للدكتور محمد عبيد الله، 4-الرواية العربية في الأردن وفلسطين في القرن العشرين (مع ببليو جرافيا) للأستاذ الدكتور شكري عزيز الماضي، 5-المقالة في الأردن وفلسطين في النصف الثاني من القرن العشرين للدكتور سمير قطامي.أما الموضوع الأول نقد تناول فيه الناقد الدكتور إبراهيم خليل جملة من قضايا النقد الأدبي وملامح الحركة النقدية والعوامل التي أثرت فيها إسهامات عدد من كبار النقاد الأردنين والفلسطينيين ومنهم عيسى بلاطة وجبرا إبراهيم جبرا وإحسان وعباس وغيرهم... أما الأستاذ الدكتور أحمد الزعبي فقد تناول في دراسته عن الشعر في فلسطين والأردن (1950- 2000) جملة من القضايا الأساسية التي لا مناص لدراس الشعر عن الإلمام بأي منها. وجعل الباحث دراسته في ثلاثة فصول: 1-قضاءات الشعر، 2-مسارات الشعر (المسار الزمني والموضوعي والفني)، 3-أساليب الشعر (كلاسيكيات، رومانسيات، وواقعيات وتناصات)، أما الدراسة الثالثة في هذا الكتاب فقد تناول فيها الدكتور محمد عبيد الله القصة القصيرة في فلسطين والأردن في القرن العشرين وذلك ضمن قسمين: خصص القسم الأولى للمفاهيم والحدود، وبين فيها المفاهيم الواردة في عنوان الدراسة مثلما تحدث عن منهجه الذي اتبعه فيها. وخصص القسم الثاني لبدايات القصة القصيرة وطلائعها قبل النكبة، أما الدراسة الرابعة والتي جاءت تحت عنوان "الرواية العربية في الأردن وفلسطين في القرن العشرين مع (بيلوجرافيا) فقد تشكلت من دراسة للأستاذ الدكتور شكري عزيز الماضي، وتألفت في سبعة مباحث هي: إضاءات منهجية، ومسح كيّ للإنتاج الروائي، والرواية التقليدية، والرواية الحديثة، والرواية الجديدة، ومأزق الرواية العربية في فلسطين والأردن، وبيلوجرافيا الرواية في فلسطين والأردن في القرن العشرين، وأما الدراسة الخامسة والأخيرة فقد كانت للدكتور سمير قطامي والتي جاءت حول المقالة في الأردن وفلسطين في النصف الثاني من القرن العشرين.وتجدر الإشارة إلى أنه ومن خلال هذا الإستعراض لهذه الدراسات الخمس التي تضمنها هذا الكتاب، يجيد القارئ أنها تشترك في رصد أبرز الأعمال الصادرة في كلّ مجال من مجالاتها، والتنويه بأبرز الأعلام في كل حقل من حقولها، وإيراد نماذج ممثلة للألوان والموضوعات التي تخص كل ميدان في ميادينها، مما يرشح الكتاب ليكون مرجعاً أساسياً من مراجع دراسة الحياة الأدبية في الأردن وفلسطين
