الإبداع في الموسيقى بين الإرضاء والألم!!

فاكهة الفنون، عطر الإبداع، عوالم السحر، فراديس الخيال!! إنها الموسيقى تنساب كالحلم الجميل كالورود تسافر على وجه الماء! لذلك كانت الحياة بدون موسيقى غلطة (نيتشه) ولكان من السهل عليه أن يتخلى عن المسيحية ويعتنق الموسيقى! مما لا شك فيه أن أعظم عمليات الخلق والإبداع هي الموسيقى وبالتالي فإنها أكثرها وجعاً ومعاناة وإحساساً وإيلاماً ونشوة!! الموسيقى هي الحياة القسوى لأنها تبعدنا عن الموت الأقصى!! وهي الخلاص والمفرّ والحلم والحب والصفاء واللذة النقية والدعوة إلى عالم آخر جميل، أثري، ناعم رقيق، متصاعد، ساحر وجذاب...! تهب العواصب داخل الموسيقى فتجتاحه رياح إبداعية تأخذ بطريقها كل شيء! صهيل جياد جامحة، أعاصير وزوابع، يرتجف لها كائنه... ثم تمطر داخله قطراً تعبيرياً موسيقياً! هذا الشتاء الإبداعي قد ينتج أيضاً عن تكثّف ضباب ما أو إختمار ما داخل نفس الموسيقار! يهطل هذا المطر الإبداعي الداخلي، فمنه ما يتناثر ويتبخر ويبقى في ذاكرة الكون الموسيقية، ومنه ما يتجمد ضمن نوطات تجسده فيمسي سمفونية أو سرينادا أو كونسرتو إلخ...!!