لقد ارتبط إنشاء الكوفة بفتح العرب المسلمين للعراق، فكانت الكوفة إحدى الأمصار الكبرى التي تأسست فيه وقد أنشأت كي تكون مركزاً لإقامة المقاتلة ثم ما لبث أن أصبحت قاعدة للفتوحات العربية الإسلامية في المشرق، كما أصبحت الكوفة قاعدة لحركة فكرية اجتذبت العديد من المهتمين بالفكر العربي الإسلامي حيث باتت تزدهر بألوان شتى من الثقافة والفكر...
قراءة الكل
لقد ارتبط إنشاء الكوفة بفتح العرب المسلمين للعراق، فكانت الكوفة إحدى الأمصار الكبرى التي تأسست فيه وقد أنشأت كي تكون مركزاً لإقامة المقاتلة ثم ما لبث أن أصبحت قاعدة للفتوحات العربية الإسلامية في المشرق، كما أصبحت الكوفة قاعدة لحركة فكرية اجتذبت العديد من المهتمين بالفكر العربي الإسلامي حيث باتت تزدهر بألوان شتى من الثقافة والفكر، فازدهرت فيها علوم القرآن الكريم والقراءات والتفسير والحديث والفقه واللغة والنحو وغير ذلك من العلوم.كما ازدهرت فيها المؤسسات العلمية من كتاتيب ومدارس وانتشرت فيها حلقات العلم فبرز فيها عدد كبير من العلماء في شتى ميادين المعرفة فكانت بحق واحدة من المراكز الفكرية المتميزة في العالم الإسلامي، ونظراً لمكانة الكوفة وأهميتها على المستوى الفكري وقلة الدراسات والبحوث المتعلقة بهذا الجانب إذ أن معظم الدراسات ركزت على الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والسياسية، فقد وجد الباحث أن من الضروري بمكان التصدي لهذا الموضوع ومعالجته لسد الخلل الذي تعاني منه دراستنا التاريخية.ولقد إنتظمت هذه الرسالة في ثلاث فصول: تناول الفصل الأول (التكوين التاريخي للثقافة العربية الإسلامية في الكوفة في صدر الإسلام)، وقد اعتمد هذا الفصل على ثلاثة محاور رئيسة مثّلت عوامل قيام الثقافة وهي (العامل الجغرافي - العامل التاريخي - العامل الديني).أما الفصل الثاني فقد تخصص في الحديث عن أسس الثقافة العربية الإسلامية في الكوفة، وتوقف عند أهم العلوم والمعارف التي اهتم بها العرب المسلمون خلال هذه الفترة، أما الفصل الثالث فقد سلّط الضوء على أهم المراكز الثقافية في الكوفة التي أسهمت في نشر الثقافة العربية الإسلامية التي تمثلت بالمساجد والكتاتيب والمدارس والأديرة والأسواق والمجالس الخاصة.ولقد اعتمد البحث على العديد من المصادر والمراجع المختلفة ككتب التاريخ والتفسير والحديث والطبقات والأدب والشعر وغير ذلك مما وجد الباحث إمكانية الإفادة منه.
