الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله إمام الهدى وسيد المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن استنّ بسنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين.وبعد:لا شك أن هناك عدداً من القضايا والأحداث، لاقت ذيوعاً وانتشاراً، وتعددت التفاسير ووجهات النظر حولها، في الأوساط السياسية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية العربية ...
قراءة الكل
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله إمام الهدى وسيد المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن استنّ بسنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين.وبعد:لا شك أن هناك عدداً من القضايا والأحداث، لاقت ذيوعاً وانتشاراً، وتعددت التفاسير ووجهات النظر حولها، في الأوساط السياسية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية العربية والأجنبية على السواء، وزاد الحديث عنها بكثرة منذ الربع الأخير من القرن الماضي، وهذه القضايا والأحداث كثيرة ومتعددة ومتشعبة، تستهوي البحث والدراسة للوقوف على أبعادها وجوانبها المختلفة من وجهة نظر الإسلام دين البشرية الخالد.إن الأهمية التي نبعت منها هذه الدراسة في تناول هذه الموضوعات، تكمن في شيوعها وتعدد الرؤى والتصورات بشأنها، بل وقد وصلت إلى حد التضارب والتناقض عند تناولها، وقد اخترنا منها ما نعتقد أنها الأكثر أهمية من بين الموضوعات التي قد يصعب حصرها، وأنها بحاجة إلى الدراسة ومن وجهة نظر الإسلام، وتتمثل بما يلي: حقوق الإنسان، والمرأة، والديمقراطية، والعولمة، والبيئة، والإرهاب، والمخدرات، والبحث العلمي، والأمن الغذائي والمائي. ولما كانت لهذه جميعاً اهمية بالغة بالنسبة للعالم عامة والعرب والمسلمين خاصة، فإننا والحالة هذه كانت الرغبة شديدة لتناولها من قبل فريق أكاديمي بتخصصات مختلفة وذلك بسبب اختلاف طبيعة هذه القضايا، وذلك لوضع مؤلف يتناول هذه القضايا بثوب جديد كان للإسلام فيه موقفه منها.إن الأهداف التي توخيناها في هذا المؤلف كثيرة، وفي مقدمتها إعطاء تصور محايد يقول فيه الإسلام قولته من كل قضية، لكونه الدين الذي يلائم كل الأجيال على مرّ العصور والأزمان، ليكون مؤلفنا هذا معيناً لأهل الاختصاص يروي ظمأهم، وزاداً لطالبي المعرفة ممن تستهويهم الرغبة في الإحاطة بشيء من المعرفة عنها، أضف إلى أننا وددنا إضافة الجديد للمكتبة الإسلامية السياسية في هذا المجال، ومن وجهة نظر مجتهدين لا يزالوا في بداية الطريق، على طريق البحث العلمي الطويل الطويل. واما المنهجية التي اتبعها المشاركون، فقد ارتأوا وضع موضوعات الكتاب في تسع وحدات بالإضافة إلى هذه المقدمة والخاتمة، وقد تسلحوا بالمنهج التاريخي المعرفي المقارن والتحليلي والاستقصائي، إن تنوع المناهج له ما يسوغه لكون القضايا مختلفة، فكان الاختلاف في المنهج، ولقصور المنهج الواحد في بلوغ الأهداف استلزم الأمر تناولاً آخر وهكذا، وأما عن اقتسام الأدوار عند المشاركين، فقد تناول كل مشارك القضية التي تلائم تخصصه الأكاديمي ليصبغ هذا المؤلف بصبغة التميز التي ترتقي بمطالعيه إلى مصاف الفكر السليم، هذا وقد أشرنا في فهرس الكتاب إلى الوحدة وإلى جانبها اسم مؤلفها.وأخيراً.. هذا الجهد العلمي المشترك ما هو إلا محاولة توخى بها المشاركون تحقيق الغاية وبلوغ المقصود، ولا يدعون أنهم جاؤوا بكل جديد يتعلق بموضوعات الدراسة؛ لأن ذلك عمل إنساني، والعمل الإنساني في كل أحواله يتصف بالقصور، إن المشاركين يعترفون والحالة هذه بأنهم لم يأتوا بتمام المعرفة وكمال المعلومة، ولكنهم جاؤوا بما امدهم الله من علم، وبما يسر لهم من الوصول إلى ما وصلوا إليه من معرفة، كانت مادة لهذا الكتاب، لقد قدم كل مؤلف مشاركته والأمل يحدوه بأن يكون عمله مقبولاً عند خالقه، ولسانه يلهج بالشكر لله على نعمة الإسلام والعقل، وكأن لسان حاله يردد قوله تعالى: ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﭼ [الأحقاف: ١٥]