رواية المنعرج للكاتب التونسي مصطفى الفارسي اتنشرت عام 1963, مكان الأحداث كان موزع على مُختلف جهات البلاد (نفطة،تونس،المهدية،طبرقة،شط الجريد،جبال زغوان...) أما زمان الرواية فكان في فترة الستينات وقت مازالت البلاد في مرحلتها الأولى من إستكمال سيادتها الوطنية وتحديث المجتمع التونسي حيث تم الجلاء العسكري (15 أكتوبر 1963) و الجلاء ال...
قراءة الكل
رواية المنعرج للكاتب التونسي مصطفى الفارسي اتنشرت عام 1963, مكان الأحداث كان موزع على مُختلف جهات البلاد (نفطة،تونس،المهدية،طبرقة،شط الجريد،جبال زغوان...) أما زمان الرواية فكان في فترة الستينات وقت مازالت البلاد في مرحلتها الأولى من إستكمال سيادتها الوطنية وتحديث المجتمع التونسي حيث تم الجلاء العسكري (15 أكتوبر 1963) و الجلاء الزراعي (12 ماي 1964) .مدار الرواية يدور حول فئة من الشباب التونسي اسسوا مجلة فكرية أدبية بعنوان "الرسالة" ذات أهداف تقدمية علخر في المجتمع التونسي إلا إنو هذي الطموحات تحطمت جراء تقصير الدولة و انشغالها عن المشاريع الشبابية.*مجلة الرسالة:مجلة ذات رمزية وطنية سواء أن في غلافها و هو عبارة عن رسم كاريكاتوري (ليست غايته السخرية) لأبي القاسم الشابي بريشة عبد العزيز يتمثل هذا الرسم في هيئة الشاعر مرتدياً ثوب فلاح شاب يهم بقلع شجرة منخورة الأصل يابسة الفروع رمزاً للبيت " أيها الشعب! ليتني أكون حطاباً فأهوى على الجذوع بفأسي!" (النبي المجهول) .مواضيع المجلة كلها ذات صبغة وطنية:• مقدمة لدراسة شعر الشابي بمناسبة ذكرى وفاته من مقتطفاتها : "كنا في عصر ابي القاسم الشابي ... و قد انهالت علينا الكوراث و ألصق الإستعمار بظهرنا وزراً كأثقل ما تكون الأوزار ... تأوه الشابي و صرخ ... لأنه آمن برسالته و وقف على إنحلال القيم في وطنه ... و استوقف الناس ليلقوا على أنفسهم نظرة واعية حكيمة..."• الرائد المصلح الطاهر الحداد و موقفه من قضية التجنيس• قانون مجلة الأحوال الشخصية و حظ المرأة التونسية من النهضة• نظرة رجال الدين إلى العورة- رواية المنعرج هي رواية الذاكرة و الحلم لا رواية الحاضر و الراهن، ذلك إنو الفارسي إعتمد على تقنية الحلم لتصوير مشاريع عادل و عبر آلية التذكر يرصد الحياة العملية و العاطفية و العائلية لبطله الروائي.- ربط الكاتب زمام الأحداث بأسلوب الإسترجاع لتبين تعقيدات شخصية عادل لذلك إستعان بشخصيات وظيفتها إيضاح معالم البطل و يتمكن المتلقي من إدراك ما يختلج في نفسية عادل من مواقف تعبر عن وجوده و تأملاته الفكرية.- لإضفاء لمسات تونسية على الرواية يعرج مصطفى على الأغاني التقليدية إلي انتشرت آنذاك ( يا فاطمة يا بنت عمي، حسناء جارتي .. حسناء يللي.. ) ، و يعطي بعض النقشات باللغة الدارجة "يصول و يجول" و يقدم أمثال شعبية "أحفظ العلم من عقول الفكارن"- يذكر بعض الأحداث التاريخية (18 جانفي 1952) عن طريقها أطلق نداء صحوة ضمير وطني بقوله :" نحن أمة ... و أنت و أنا وهو أعمدة هذه الأمة ... و حق لنا اليوم أن نتباهى و نشيد".- حضور مكثف للمعجم الديني خصوصاً في الجدالات القايمة بين عبد العزيز و عبد السلام مع تواجد أبيات شعرية ساعات يكون صاحبها مجهول ( أبيات شعرية من تأليف طاغور شاعر الإنسانية على حد تعبير الفارسي) و أخرى أوردها على لسان سلوى ( خذ يدي فالنار مجرى دماها ... و الحنين اللهف الضمآن لم يرحم آساها ...)