"مداخلات"، وهي مجموعة كاملة من المقالات التي كتبها تشومسكي حتى اليوم لمؤسسة نيويورك تايمز، فيما عدا مقالة أو مقالتين كانتا مقتطفات حرفية من كتابيه الآخيرين، و"مداخلات" تايمز وليس للمؤسسة. وقد استغل تشومسكي مناسبة وضع هذه المجموعة ليضيف ملاحظات، في بعض الأحيان استعادة فقرات من مسوداته الأصلية التي تم تحريرها لأسباب المساحة، وأضاف...
قراءة الكل
"مداخلات"، وهي مجموعة كاملة من المقالات التي كتبها تشومسكي حتى اليوم لمؤسسة نيويورك تايمز، فيما عدا مقالة أو مقالتين كانتا مقتطفات حرفية من كتابيه الآخيرين، و"مداخلات" تايمز وليس للمؤسسة. وقد استغل تشومسكي مناسبة وضع هذه المجموعة ليضيف ملاحظات، في بعض الأحيان استعادة فقرات من مسوداته الأصلية التي تم تحريرها لأسباب المساحة، وأضاف أيضاً مادة توسع فيها بينما كانت مسودات أصلية-خلفية ومعلومات أخرى.
وككتاب فإن "مداخلات" استفاد من هذه الإضافات. من المهم أن نشير إلى أنه خلال الفترة التي كتب فيها تشومسكي المقالات لهذا الكتاب (2002-2007) فإنه كتب أيضاً عدة أعمال رئيسية: الهيمنة أو البقاء" (والتي حافظت على أفضل المبيعات لأسابيع بعد أن أثنى عليها هوجوشافيز خلال خطاب ألقاه أمام الأمم المتحدة في عام 2006)، والدول الفاشلة والقوة المحفوفة بالمخاطر (مع جيبلرت أشكار وستيفن شالوم)، ولكنها تناقش كثيراً من الأفكار التي ترد في "مداخلات" بتفصيل أكبر.
وفي مقالاته يستغل تشومسكي حقيقة أن مجتمعنا ما يزال أكثر المجتمعات حرية في العالم: ما زالت الفرص موجودة لتحدي البيت الأبيض والبنتاغون والشركات التي يثريانها.
ويعتقد تشومسكي أن حرية تحدي القوة ليس فقط فرصة، بل هي أيضاً مسؤولية، وهو يستغل المقالات لتحقيق ذلك. وهذه المقالات القصيرة كتبت من أجل الوصول إلى القراء في الساحة الشعبية المشتركة لصحفهم اليومية، ويظهر تشومسكي أنه يستطيع أن يضرب بإقناع صميم التناقض السياسي والخدع والأهوال الخفية ببضع مئات من الكلمات في بضع مئات من الصفحات.
ورغم المظالم الكبيرة في هذا البلد وكابوس كون البلد في حالة حرب، فإن تشومسكي يذكرنا بأن الناس العاديين ما يزالون يملكون القوة لتحقيق التغيير. وهو يكتب قائلاً: أن أوضح دروس التاريخ، بما فيه التاريخ الحديث، هو أن "الحقوق لا تمنح إنما تنتزع". إن سلسلة الإعلام المفتوح هذه، وعمل تشومسكي، هو تشجيع القرار على استخدام حقوقكم في خلق عدالة أكبر وحقوق إنسان وديمقراطية أكثر، والإصرار على نظام إعلامي يؤيدها.