قوة النبات الخارقة للطبيعة

شعر كبار النباتيين والعلماء بالفسلجة النباتية (=علم وظائف الأعضاء-الفسيولوجيا) أن النباتات ذات حاسة سادسة خاصة طبيعية. ويبدو أن النباتات قادرة على الرؤية، والسمع، واللمس، والتذوق، والشم بكيفية خارقة للطبيعة ودقة غريبة. ولكن، أكثر من ذلك، أنها تستطيع أن تتصل بالمخلوقات الحية الأخرى بطريقة اكتشفت الآن وتم تفحصها بوساطة المعدّات العلمية الأكثر تعقيداً. عرف العلماء على نحو حدسي أنهم قادرون على الاتصال بالنباتات، وكانت الشجرة واحدة من الأشياء الأولى التي عبدت في الديانات البدائية.إن الخرافات، والسحر، والغموض، جميعاً تطورت إذ حاول الإنسان فهم النباتات التي بدا أن لديها نوعاً معيناً من القوة الاستثنائية. وكان المصريون يبقون النار موقدة أمام اللفَّاح (نبات عشبي من العضيلة الباذنجانية)، التي تشكل جذوره شبهاً بالجسم البشري. وكانوا يقدمون القرابين إلى هذا النبات، وقد عبدوه بمثابة إله، وصنعوا شراباً سحرياً من عصاراته هو "قوام الحياة".ويمتزج حدس الماضي، على نحو بطيء، بتخم علمي جديد، تخم مفعم بالابتهاج والتفاؤل، أقصى ما انتهى إليه العلم والبحث. أن تكون الحياة جميعاً مترابطة على نحو دقيق بكيفية ما تزال غير مرئية وغامضة إنما هو مفهوم مثير ولا يقاوم. لعله ليس أكثر من مزج معقّد (حسب حلِّه أو تحليله) ما بين الفلسفة الشرقية والفلسفة الغربية (البرغماتية = الذرائعية أو العلمية)، تقدمٌ مفاجئ في المعرفة أو التقنية ومفاهيمها (ذو علاقة بالمفاهيم أو مغلف منها). لكم هو مشوق أن يتم هذا التقدم المفاجئ في المعرفة أو التقنية عبر تفهم النباتات صديقة الإنسان الصامتة.فبفضل الآلات الناسخة والتصوير الفوتوغرافي، والاختبار الضابط، أتيح للإنسان فهم سلوك النباتات، وقوتها الكامنة جميعاً، كذلك اتقان السحر، الذي يجعلها تثمر، وتنمو، وتنمو. والكتاب الذي بين يدي القارئ "قوة النبات الخارقة"، سيكشف تصرف النبات الغريب، ملقياً ضوءاً جديداً على النباتات المهلوِسة، وطقوس الخصب، وإدراك ما هو خارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي، والسحر أو العرافة، والقوى العقلية لدى النباتات المنزلية العادية.