دفنوه عند مغيب الشمس، كانت السماء بلون الياقوت، الفوضى مخضرّة وأنيقة، تنهش عشرات الأعوام من الحكمة والعظة والتأقلم، وتدعم إحساساً خارقاً بغزارة الفقد. يدهن اللحى والشوارب، يندس في العيون السوداء والعسليّة، البريئة والمذنبة معاً. كان الصبر في أدنى معدلاته، شحيحاً، ليس كالعادة، واعياً بالخسارة يمشي القهقرى.
كان الجميع حاضرين، الط...
قراءة الكل
دفنوه عند مغيب الشمس، كانت السماء بلون الياقوت، الفوضى مخضرّة وأنيقة، تنهش عشرات الأعوام من الحكمة والعظة والتأقلم، وتدعم إحساساً خارقاً بغزارة الفقد. يدهن اللحى والشوارب، يندس في العيون السوداء والعسليّة، البريئة والمذنبة معاً. كان الصبر في أدنى معدلاته، شحيحاً، ليس كالعادة، واعياً بالخسارة يمشي القهقرى.
كان الجميع حاضرين، الطيبون وسيئوا النية، الأفذاذ والأوغاد، الذين شهدوا بحواسهم المطلقة تراكم المحبّة، الذين خاضوها، الذين نبعوا من بلاد شتّى ليصبوا في بحرها الكبير، والذين ولدوا معها، تصبينوا وشبّوا بها، ارتبطت ثقافتهم بثقافتها، وعندما وافتها المنيّة مطعونة بتلك الفوضى الكاسحة المدمرة، شيعوها إلى مثواها الأخير..