رعشات الجنوب" عمل روائي جديد لرائد الرواية في السودان "أمير تاج السر". وكعادته في كل ما يكتب يمنح أمير تاج السر اللحظة الكتابية روحها، هي لحظة الكشف حيث تكون الكتابة مشروعاً صادقاً لحقبة زمنية صعبة ومتشابكة الأحداث من تاريخ بلاده السياسي والاجتماعي. في رعشات الجنوب يعكس تاج السر هماً صادقاً لقضايا وطنه الكثيرة والمقلقة، يقول: "....
قراءة الكل
رعشات الجنوب" عمل روائي جديد لرائد الرواية في السودان "أمير تاج السر". وكعادته في كل ما يكتب يمنح أمير تاج السر اللحظة الكتابية روحها، هي لحظة الكشف حيث تكون الكتابة مشروعاً صادقاً لحقبة زمنية صعبة ومتشابكة الأحداث من تاريخ بلاده السياسي والاجتماعي. في رعشات الجنوب يعكس تاج السر هماً صادقاً لقضايا وطنه الكثيرة والمقلقة، يقول: "... أشعر بالضيق من حدوث الانفصال بين الجنوب والشمال من هذا المنطلق كتبت روايتي الجديدة رعشات الجنوب التي تتحدث عن العلاقة بين الذين يعيشون في الشمال والجنوب...". وهكذا ما بين قرى ومدن وقبائل السودان، والأحياء الفقيرة، والتفاصيل الصغيرة للأمكنة والأزمنة والأشياء، وفروسية الرجال، وملاحة النساء، يقدم لنا الكاتب صورة بانورامية عن السودان ما بين الأمس، واليوم. وهو يقترب أكثر من بؤر الصراع الاثني والجهوي والثقافي للمجتمع السوداني، ومواصلاً التوغل في العمق الاجتماعي والروحي والنفسي لشخصيات العمل، وتحركاتها، التي تعكس صورة بانورامية ليس للسودان فقط، بل لغالبية مجتمعات العالم الثالث المتعددة المذاهب والأديان، والاتجاهات يقول: "... هذا هو بيت القصيد. في العالم الثالث، حيث الحقوق المشروعة ترف، مستحيل، وحيث يمكن أن يسكن غرباء بيتك، أو يشاركونك سرير الزوجية الحميم، أو يلحسون عصيدتك الفقيرة، قبل أن تمد يدك أو لسانك، لا مشكلة.. لا مشكلة إطلاقاً، لكن الشرطة الدولية، دولية بحق، و(ندمان قل) الأصلي، دولي يعيش في بلد حر، وتهمة التحريض، واستخدام اسم كبير، في مهمة شخصية بحتة، جرم كبير جداً، لا تقل عقوبته عن عشرين عاماً من التنفس المقيت في سجن بلا هواء، إنه الإعدام البطيء لرجل مثل عمبابا أزرق العبابيني، كان سيحتفل لو نجحت بدايته التجارية في مداري، بعيد ميلاده السابع والستين (ص 207 - من الرواية)". "رعشات الجنوب" عمل مميز، يرصد قضايا مصيرية وإنسانية ذات أبعاد تاريخية، وثقافية، وسياسية تمثل عصر ما بعد الانفتاح...