سمعت طرقات هادئة على الباب .. ثم رنين الجرس. لابد أنه هو.. المهندس (عزيز شعبان) .. أسرعت نحو الباب لأفتحه قبل أن يغير رأيه و يرحل.قال لى بمجرد أن رآنى: ما هو الأمر الخطير الذى طلبتنى من أجله؟ ابتسمت بصعوبة و قلت له: أهلا يا (باشمهندس). أفسحت مجالا لدخوله و قلت فاردا ذراعى إلى داخل شقتى: تفضل .. أنت ضيفى .. لن نتحدث على الباب. عق...
قراءة الكل
سمعت طرقات هادئة على الباب .. ثم رنين الجرس. لابد أنه هو.. المهندس (عزيز شعبان) .. أسرعت نحو الباب لأفتحه قبل أن يغير رأيه و يرحل.قال لى بمجرد أن رآنى: ما هو الأمر الخطير الذى طلبتنى من أجله؟ ابتسمت بصعوبة و قلت له: أهلا يا (باشمهندس). أفسحت مجالا لدخوله و قلت فاردا ذراعى إلى داخل شقتى: تفضل .. أنت ضيفى .. لن نتحدث على الباب. عقد ذراعيه أمام صدره و قال بلهجة حاسمة: لن أدخل.. وأخبرنى الآن ما هو الأمر الخطير الذى طلبت منى أن أزورك من أجله. أمسكت ذراعه لأشجعه على الدخول وقلت بلهجة ترحاب: لن يصح هذا .. تفضل يا (باشمهندس). تملص منى بصعوبة وقال بلهجة حادة: لن أدخل. اختفت ابتسامتى تماما وهو يقول: لست مطمئنا لك.. منذ قابلتك أول مرة و حتى هذه اللحظة. وما الذى دفعك للمجىء هنا الآن؟ أنت اتصلت بى و طلبت هذا منى. أعلم.. ولكن كان بإمكانك تجاهل ما قلته وعدم المجىء. صمت للحظات ثم قال: إنه الفضول اللعين .. حديثك كان مريبا .. لقد أخبرتنى أن هناك أمر خطير جدا و لا يمكنك أن تخبرنى به إلا هنا .. ظللت أفكر فى هذا الأمر الخطير .. و للأسف لم أستطع تخمينه .. فجئت لأريح نفسى من التفكير. ابتسمت ابتسامة شيطانية و قلت: حسنا .. و إذا غادرت الآن ستظل طول عمرك تتساءل عن هذا الأمر الخطير .. أما إذا دخلت فسوف تعرف كل شىء. تحركت من مكانى للداخل و قلت: الخيار لك .. إما الدخول أو الانصراف. قال و هو يعدل من وقفته: لا أعتقد أن الفضول سيقتلنى .. و فى نفس الوقت أشك فى مسألة الأمر الخطير هذه. وشعرت أنه قرر الانصراف بالفعل .. ففكرت بسرعة و قلت مستغلا مهارتى فى جذب الانتباه والتى تعلمتها من خبرتى الطويلة فى حياتى العلمية والعملية: الأمر الخطير يخص (نادين). توقف مكانه .. لقد نجحت فى جذب انتباهه .. أكملت: زوجتك. لم يحسم أمره بعد .. لابد من المزيد فقلت: يمكنك الانصراف إذا كنت لا تهتم بالأمر .. و لن أخبرك به أبدا .. أما إذا كنت تريد معرفته فلتدخل الآن و لن آخذ من وقتك الكثير. حسم أمره أخيرا و اتجه نحو الباب .. لقد غلبه الفضول تماما .. ابتسمت و قلت لأطمئنه: فقط دقائق معدودة.وفى خلال دقيقة .. دخلت إلى إحدى الغرف ثم عدت منها .. سألنى بفضول عند عودتى وكان جالسا على احد المقاعد: أخبرنى الآن .. ما هو الأمر الخطير؟ ولماذا دخلت هذه الغرفة؟ ما الذى أحضرته منها؟ أخرجت مسدسا من جيبى على الفور و قلت بهدوء قاتل: الآن نتحدث.