يقدم الدكتور "سهيل قاشا" إلى كل الدارسين والباحثين والمهتمين كتاباً على غاية من الأهمية، نادراً بمعلوماته، وغنياً بتحليلاته، وموثقاً بإسناداته، نتعرف من خلاله على تاريخ النصارى في العراق، مبيناًً دورهم المهم في تاريخ العراق يوم كان حاضرة للدولة العباسية وحضارتها الراقية. يضم الكتاب بين دفتيه خمسة عشرة فصلاً يتناول فيها الباحث كا...
قراءة الكل
يقدم الدكتور "سهيل قاشا" إلى كل الدارسين والباحثين والمهتمين كتاباً على غاية من الأهمية، نادراً بمعلوماته، وغنياً بتحليلاته، وموثقاً بإسناداته، نتعرف من خلاله على تاريخ النصارى في العراق، مبيناًً دورهم المهم في تاريخ العراق يوم كان حاضرة للدولة العباسية وحضارتها الراقية. يضم الكتاب بين دفتيه خمسة عشرة فصلاً يتناول فيها الباحث كافة الجوانب التاريخية، والإجتماعية، والعلمية، والأدبية التي نشط فيها المسيحيون العراقيون منذ القرن الأول الميلادي وحتى اليوم في إشارة إلى جميع المساهمات التي برزوا فيها وصاروا قبلة المتوجهين إليهم من كافة جهات العالم. ويبحث الفصل الأول في قصة تنصر العرب قبل الإسلام في بلاد الشام والجزيرة العربية والعراق، وفي الفصل الثاني يتناول المؤلف أحدوثة المناذرة في الحيرة وملوكهم، والفصل الثالث تحدث فيه عن الكنيسة العراقية بشقيها النسطوري واليعقوبي الأرثوذكي، وفي الفصل الرابع يتكلم عن علاقة الخلفاء الأمويين (771-749م) بمسيحي العراق، أما الفصل الخامس فيسلط الضوء فيه على موقف المسيحيين من الدولة الأموية ومعارضيها. ونتعرف في الفصل السادس على حقوق المسيحين في الدولة الأموية، كحق الكسب والعمل، والبيع والشراء، ويدرس الفصل السابع واجبات المسيحين في العراق والحياة الدينية والفكرية فيها مع الحياة الإجتماعية. أما في التاسع فقد رسم مؤلف الكتاب خارطة جغرافية لتوزيع الأديرة في الحيرة والكوفة وبغداد والموصل. ويضيء الفصل العاشر بأنماط الحياة الإجتماعية لنصارى العراق: الأعياد والمناسبات والحفلات. وأما الفصل الحادي عشر يتكلم عن دور النصارى في الحضارة الإسلامية منذ الفتح الإسلامي وحتى سقوط بغداد عاصمة الدولة العباسية، التي لعب فيها المسيحيون دوراً مميزاً وبارزاً وخالداً في كافة جوانب الحضارة والتقدم العلمي والمعرفي في الطب والفلسفة والفلك والرياضيات ويتناول الفصل الثاني عشر الآدب السرياني والعربي والمسيحي لنصارى العراق، مع ذكر أشهر الشعراء والأدباء فيهما. وفي الفصل الثالث عشر تسليطاً للضوء على أحوال النصارى العراقيين الإجتماعية في عهد الدولة العباسية (750-1258). أما في الفصل الرابع عشر، فيتناول المؤلف أحوال نصارى العراق في العهد العثماني خاصة، وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ويأتي الفصل الخامس عشر والأخير للحديث عن دور المسيحين في بناء العراق الحديث لكافة جوانب الحياة السياسية والفكرية، والعلمية، والإجتماعية، والفنية مع ذكر تراجم العديد من الأطباء، والصيادلة، والمحامين، والمدرسين، والكتاب، وهكذا يكون سهيل قاشا قد أغنى مكتبتنا العربية بالثمين من تاريخنا العربي مبيناً لنا تاريخ النصارى العراقينن في العراق منذ فجر الكنيسة الأولى وإلى يومنا هذا ليؤكد مقولته بأن "العراق نور لا ينطفئ، العراق معين لا ينضب، والعراق حضارة لا تندثر".