إن الإنسان لا يعتبر مؤمناً حقاً, إلا إذا تمكنت العقيدة من قلبه. واستولت على نفسه. وصدر عنها سلوك مستقيم. وخلق قويم, وأصبح في كل تصرفاته وجميع حالاته يرقب مولاه. ويجهد نفسه في تحصيل رضاه. وشرط هذا أن يقر الإنسان بالألوهية إقراراً كاملاً. ويذعن بعبوديته إذعاناً تاماً. وهو إذا استشعر ذلك لجأ الى ربه وناجاه. واقترب منه ودعاه. إذ لا ...
قراءة الكل
إن الإنسان لا يعتبر مؤمناً حقاً, إلا إذا تمكنت العقيدة من قلبه. واستولت على نفسه. وصدر عنها سلوك مستقيم. وخلق قويم, وأصبح في كل تصرفاته وجميع حالاته يرقب مولاه. ويجهد نفسه في تحصيل رضاه. وشرط هذا أن يقر الإنسان بالألوهية إقراراً كاملاً. ويذعن بعبوديته إذعاناً تاماً. وهو إذا استشعر ذلك لجأ الى ربه وناجاه. واقترب منه ودعاه. إذ لا شيء يمسح عن النفوس صدأها. ويغسلها من أدرانها. ويعيدها الى نقائها وصفائها أفضل من الإكثار من ذكر الله, والتضرع إليه بقلب سليم ووجدان مرهف. وموضوع الدعاء من الموضوعات الروحية المحببة الى النفوس. لأن الدعاء ملاذ كل مكروب. وأمل كل خائف. ولاسيما عندما تشتد الكروب, وتنقطع الأسباب. فيشعر بالراحة النفسية والطمأنينة القلبية. وقد أمر الله عباده أن يدعوه تضرعاً وخفية. ووعدهم بإجابة دعائهم فقال: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم). وهذا الكتاب قد جمع كل ما يحتاج إليه كل مؤمن من أذكار اليوم والليلة. والسفر والحضر. واليسر والعسر. والمنشط والمكره.