الكتاب طبعة أولى.لقد كان المؤلف مولعاً، منذ الصغر بقراءة الشعر، كما كان يحب قراءة الفلسفة حيث استهوى في مرحلة من العمر فلسفة الوجوديين، التي تناقش موضوعاً مهماً، يعتبر الحدّ الفاصل بين التيارات الفكرية المعاصرة، وهو موضوع الإغتراب؛ كما كان مولعاً أيضاً، بقراءة السياب، حيث كان مأخوذاً بمأساته وأشعاره المأساوية بخاصة التي تصور إنت...
قراءة الكل
الكتاب طبعة أولى.لقد كان المؤلف مولعاً، منذ الصغر بقراءة الشعر، كما كان يحب قراءة الفلسفة حيث استهوى في مرحلة من العمر فلسفة الوجوديين، التي تناقش موضوعاً مهماً، يعتبر الحدّ الفاصل بين التيارات الفكرية المعاصرة، وهو موضوع الإغتراب؛ كما كان مولعاً أيضاً، بقراءة السياب، حيث كان مأخوذاً بمأساته وأشعاره المأساوية بخاصة التي تصور إنتحار الذات البطيء اللاإرادي.ولقد كانت مجموعته الأولى ذات الدواوين الخمسة (أزهار وأساطير، شناشيل ابنة الحلبي، منزل الأقنان، أنشودة المطر، المعبد الغريق) قمة شعره، فيها من ذوب النفس، ومن العفوية في التعبير عن المأساة الخاصة والعامة، حين يمزجها بذاته هو، الشيء الكثير...من هنا اعتبر المؤلف أن السياب كان يعاني من إغتراب شديد، وأنه يحاول إيجاد ذاته دون جدوى، أي أنه كان يحاول أن يرسو على شاطئ واحد هو شاطئ ذاته فقط، ليعرف ما يريد، ولكنه لم يصل إلى نتيجة محققة في ذلك، ولذا طرح المشكلة على شكل فرضية هي: هل كان السياب شاعراً مغترباً؟ وللإجابة عن هذا السؤال الفرضية، اتبع الطريقة العلمية المعروفة في حل المشكلة، وهي تجميع المعلومات، أو تقميشها، من مصادر مختلفة أصلية وثانوية، تحدثت عن حياة الشاعر وشعره، واعتمد في كشف مظاهر الإغتراب عنده، على نماذج، قد تمثل مختلف مظاهر إغترابه.وقبل ذلك رأى أن لكل صورة إطاراً لازماً وضرورياً، لتوضع فيه ويكون دعامة لها، ولهذا فقد جعل الفصل الأول، مدخلاً موسعاً، إلى هذا البحث، حيث أنه يحدد معاني الإغتراب وأشكاله وأسبابه، وأنه أصبح في هذا العصر- أي الإغتراب - تياراً فكرياً معاصراً يشغل بال كثير في المفكرين في هذا العالم المعاصر ذي المشكلات المعقدة، والتكنولوجيا السريعة الحديثة.أما الفصل الثاني، فهو أهم هذين الفصلين، وعمادهما، وهو الذي يدور حول شعر السياب، وما فيه من مظاهر الإغتراب ومراحله ومفاهيمه، وفيه تطبيق للمبادئ النظرية، والأسس التي دار حولها الفصل الأول، وتوضيح للعلاقة القائمة ما بين معطيات الفصل الأول ومعطيات الفصل الثاني حيث تناول المؤلف بشيء من التحليل بعض النماذج التي قد تطول أحياناً تبعة لما رأه موفياً بالغرض المطلوب، وهو محاولة إبراز بعض مظاهر إغتراب هذا الشاعر التي تعكسها هذه النماذج.