شفق ورجل عجوز وصبي

"شفق" ما الذي عاد بك إلى البلد؟ النهر رواق للخطايا، وماؤه دموع التائبين. خطت "شفق" مفارقة جسم الكوبري في اتجاه النهر، حتى إذا ما وصلت الشط تكاثف شعورها بالإزدراء، وأحست بأنها تطفو على فضيحة وتذكرت فعلتها غير الطهور.عاودها الحنين قبل الموت لرؤية جدتها وأمها وجدها العمدة فنهنهت بغير دموع. ألقت بنفسها في نور النهار العكر إلى النهر. صياد وحيد (ليس من هذا البلد)، كان قد فرد على تراب الجسر، وصلى لله ركعتين عند الخليج، بجانبه مقطف الخوص، يفرد في اللحظة شبكته فيسمع صليل رصاصها، ويرمى بها للنهر، غير واثق أن كانت ستخرج بالرزق الحلال، أم ستخرج بالحصى والطين.ارتطام جسد البنت بالماء نبهه، وصرختها المستغيثة: الحقونى. جعلته يزعق بعزم الرجال: غريق يا بوى. ثم يلقى بنفسه للنهر سابحاً حتى البدن الذي يطفو مرة ويغطس مرة.