هذا الكتاب عن شارلز هاندي، الذي يعد عبقري نظام جديد ليس في الإدارة فحسب ولكن في المجتمع أيضًا. أما رؤيته العريضة وخياله وصورة فتشرح أسباب الشعبية التي تتمتع بها كتبه. ومما لا شك فيه أن النظرة الثاقبة والعملية لهاندي، ومعرفته بما يجري في المؤسسات، تعزز من توقعاته حول كيفية وأسباب قيامها بالتغيير، فمسألة تغيير الأساليب والطرق لدى ...
قراءة الكل
هذا الكتاب عن شارلز هاندي، الذي يعد عبقري نظام جديد ليس في الإدارة فحسب ولكن في المجتمع أيضًا. أما رؤيته العريضة وخياله وصورة فتشرح أسباب الشعبية التي تتمتع بها كتبه. ومما لا شك فيه أن النظرة الثاقبة والعملية لهاندي، ومعرفته بما يجري في المؤسسات، تعزز من توقعاته حول كيفية وأسباب قيامها بالتغيير، فمسألة تغيير الأساليب والطرق لدى هاندي ليست قضية من الضروري أن تكون بديهية ومحسومة فحسب، بل هي في المقام الأول مسألة تنبع من قناعته، وترتكز على مواقفه وفلسفته الأخلاقية في نظرته للأمور. لا يجادل هاندي (كما فعل ذات مرة) في أن الحلول المثالية ممكنة، ولكنه يعلمنا أنه يتوجب على المؤسسات والناس، تعلُّم التعايش بوفاق مع عدم الاستمرارية، وعدم الثبات ومع التناقضات. ولابد من القول إن توقعاته حول تراجع المؤسسة التقليدية، والوظائف التقليدية، والحياة العملية التقليدية، قد تحققت على نحو كبير للغاية، وهو ما بتنا نلمسه ليس فقط في أمريكا والغرب بل أيضًا في العالم النامي الذي ننتمي إليه.