هذا الكتاب هو استعادة معدلة جزئياً لأطروحة دكتوراه في علم النفس الاجتماعي، وكان موضوع هذه الأطروحة صحة المرأة النفسية من منظار المؤتمنين عليها في المجتمع اللبناني، وقد انبثق الاهتمام بهذا الموضوع بعد التأمل في نتائج بحث ميداني أجري في أواسط الثمانينات، حاول القائمون عليه رضد ظاهرة "الأندروجينية النفسانية" بين الشابات الجامعيات و...
قراءة الكل
هذا الكتاب هو استعادة معدلة جزئياً لأطروحة دكتوراه في علم النفس الاجتماعي، وكان موضوع هذه الأطروحة صحة المرأة النفسية من منظار المؤتمنين عليها في المجتمع اللبناني، وقد انبثق الاهتمام بهذا الموضوع بعد التأمل في نتائج بحث ميداني أجري في أواسط الثمانينات، حاول القائمون عليه رضد ظاهرة "الأندروجينية النفسانية" بين الشابات الجامعيات ودراسة مترتباتها.هذا وتبدأ هذه الدراسة بالإجابة عن التساؤلات التي طرحتها، بعرض النموذج الغربي للإجابة، أي يعرض مختارات من إجابات رئيسية عنها مستقاة من أدبيات علم النفس: فتصف أولاً: واقع المرأة في العلاج النفسي الغربي، (الأمريكي منه، بشكل خاص)، وخلفياته التصورية. ويستقيم هذا الوصف على فحص المعطيات المحسوسة، إحصاءات، ورواية مشاهدات، وشهادات عاملات وعاملين في مجال الصحة النفسية، وأيضاً دراسات على عينات من مريضات نفسيات أو أخرى مسحية للمجتمع بأكمله. وتحاول في عرضها التوقف عند بعض الاتجاهات التي أبرزتها دراسة الواقع المذكور.وتقوم ثانياً: بعرض لأهم النظريات التي تناولت الباثولوجيا النفسية النسائية: التحليل النفسي، ومن ثم رؤى متعددة للتأويل الثقافي/الاجتماعي لمسببات المرض النفسي، ومن ضمنها الرؤية النسوية. أخيراً، تقدم التأويل الشعبي مستندة على دراسات عبر-ثقافية لظاهرة، هي أساساً، ظاهرة نسائية في مجتمعاتنا: المس والحسد وأشكالهما.يلي ذلك، ودائماً في إطار التقديم النظري لدراسته عرض لأنماط ثلاثة من العلاج النفسي: التحليل النفسي، العلاج النفسي النسوي والعلاج الديني/الشعبي. ويستغرق هذا العرض الجزء الأول من دراسته وهو يرسي خلفية نظرية ضرورية تساهم في تعيين حدود الميدان الذي تقع فيه الدراسة هذه وتبرز أهم معالمه. كما تساهم في إرصان التساؤلات المطروحة وتعين سبل الإجابة عليها.وخصص الجزء الثاني من هذه الأطروحة للدراسة الميدانية حيث تم وصف المجتمع المدروس والعينة المختارة لتمثيله ومن ثم، وسيلة البحث المعتمدة واستعرض بعد ذلك نتائج البحث الميداني تباعاً وقدم تأويلاً لها، ومقارنة لدلالاتها بمعطيات ونتائج دراسات شبيهة متى وجدت.أما الجزء الثالث والأخير، (الخاتمة) فخصص للبحث في أوجه نجاح أو إخفاق هذه الدراسة في الإجابة عن الأسئلة التي طرحتها، وفي رصد وتحليل العوامل الذاتية والموضوعية التي ساهمت في هذا النجاح، أو ذاك الإخفاق.