موضوع هذا الكتاب يثير الكثير من الأسئلة الباحثة عن الجواب .1 - الربا معروف منذ أخذ مجتمع الإنسان بنظام الملكية الذي ينتج حتما أفرادا يحوزون أكثر مما يحتاجون ، وآخرين لا يملكون ما يواجهون به ضرورات الحياة فيضطرون إلى طلب «الإمهال» الذي يسرف الأولون في «المقابل» الذي يتقاضونه عنه .المغالاة في «مقابل الإمهال» هو الذي أطلق عليه مصطل...
قراءة الكل
موضوع هذا الكتاب يثير الكثير من الأسئلة الباحثة عن الجواب .1 - الربا معروف منذ أخذ مجتمع الإنسان بنظام الملكية الذي ينتج حتما أفرادا يحوزون أكثر مما يحتاجون ، وآخرين لا يملكون ما يواجهون به ضرورات الحياة فيضطرون إلى طلب «الإمهال» الذي يسرف الأولون في «المقابل» الذي يتقاضونه عنه .المغالاة في «مقابل الإمهال» هو الذي أطلق عليه مصطلح «الربا» منذ فجر الحياة الى اليوم. فلماذا فسر الفقه الربا الذي حرمه الإسلام بغير معناه المعروف قديما وحدثا ؟ كيف يباح أخذ مقابل مبالغ فيه عن «الإمهال» ، ويوصف بالربا المقابل البسيط وحتى التافه لنفس الإمهال ؟ بل يوصف بالربا تبادل عوضين متساويي القيمة الاقتصادية لا إمهال فيها أو الإمهال دون مقابل ؟2 – النظام الـمصرفي الذي وسم بـ «الإسلامي» هل تمكن من تفادي ما انتقده على البنوك التقليدية ؟ كيف يروج شعار : المخاطرة والمشاركة في الربح والخسارة وينبذه في الممارسة ؟إذا كانت البنوك «الإسلامية» أنشئت لخدمة الاقتصاد الإسلامي فهل وجد الفقه الذي يقدم التصور «الإسلامي» للمجالات التي ينتظم منها الفكر الاقتصادي : الإنتاج بفروعه الـمختلفة ، والتوزيع بوسائله الـمتنوعة ، والنظام النقدي بتشعباته الـمعقدة ، والـموازنة ، والأسعار ، والنظام الضريبي.. إلخ ؟البنوك «الإسلامية» تعمل كل واحدة منعزلة بتوجيهات مؤسسيها وإرشاد فتاوى «هيئتها الشرعية» المستقلة ، غير معترفة بتدخل المجتمع أو الدولة . فكيف تتحقق خدمة الاقتصاد مع غياب التخطيط المركزي ، وغياب التحديد لخطوات التنفيذ والمتابعة ؟أليس تدبير الاقتصاد ومنه النظام المصرفي من المصالح العامة للأمة فمن أخرجها من شمول آية (وأمرهم شورى بينهم) ؟ محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أمر باستشارة الأمة فيما لم يحسم فيه الوحي ، فمن منح رأي "الـمفتي" درجة أعلى وحصنه حتى من وجوب الاستشارة ؟ عشرات الأسئلة أثيرت في الكتاب .. نأمل أن يساهم الجميع في التحليل والبحث عن الأجوبة .