إذا كانت أقدام العلم قد ترسخت اليوم في الحضارة الغربية ، فإننا مازلنا في عالمنا العربي أحوج ما نكون لروح التفكير العلمي . ففي الوقت الذي أفلح فيه الغرب في تكوين تراث علمي امتد في العصر الحديث ، طوال أربعة قرون ، وأصبح يمثل في حياة هذه المجتمعات اتجاهاً ثابتاً يستحيل العدول عنه أو الرجوع فيه ، في هذا الوقت ذاته ، يخوض بعض المفكري...
قراءة الكل
إذا كانت أقدام العلم قد ترسخت اليوم في الحضارة الغربية ، فإننا مازلنا في عالمنا العربي أحوج ما نكون لروح التفكير العلمي . ففي الوقت الذي أفلح فيه الغرب في تكوين تراث علمي امتد في العصر الحديث ، طوال أربعة قرون ، وأصبح يمثل في حياة هذه المجتمعات اتجاهاً ثابتاً يستحيل العدول عنه أو الرجوع فيه ، في هذا الوقت ذاته ، يخوض بعض المفكرين في عالمنا العربي معركة ضارية في سبيل إقرار أبسط مبادئ التفكير العلمي . من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي نتناول خلاله التفكير العلمي عن واحد من أبرز فلاسفة العلم المعاصرين الذين دافعوا عن العلم بوصفه أفضل وسيلة لاكتساب المعرفة ، ألا وهو الفيلسوف الألماني هانز ريشنباخ الذي تتميز فلسفته بعلاقتها الوثيقة بالبحث العلمي والرياضي . ففي مقابل الفلسفة التقليدية التي تبدأ إما من العيان الخالص أو العقل المجرد ، نجد ريشنباخ يجعل نقطة انطلاقه صورة العالم كما ترسمها العلوم الطبيعية ، وفضلاً عن ذلك فإن اهتمام ريشنباخ بالعلوم الرياضية والمنطقية أدى إلي اعتماد فلسفته على التحليل المنطقي للرياضيات والفيزياء على السواء