على وفرة ما كتب في تاريخ المغرب الإسلامي خلت المكتبة العربية من كتاب واحد يؤرخ لدولة الأدارسة التي استقلت عن الخلافة العباسية ولعبت دورًأ بارزًا في نشر الإسلام والحضارة العربية في المغرب الاقصى وافريقيا جنوبي الصحراء، وفضلًا عن المادة التاريخية المتاحة في المصادر التقليدية اعتمد المؤلف، لأول مرة على مادة جديدة تتعلق بتراث الزيدي...
قراءة الكل
على وفرة ما كتب في تاريخ المغرب الإسلامي خلت المكتبة العربية من كتاب واحد يؤرخ لدولة الأدارسة التي استقلت عن الخلافة العباسية ولعبت دورًأ بارزًا في نشر الإسلام والحضارة العربية في المغرب الاقصى وافريقيا جنوبي الصحراء، وفضلًا عن المادة التاريخية المتاحة في المصادر التقليدية اعتمد المؤلف، لأول مرة على مادة جديدة تتعلق بتراث الزيدية عالجها بمنهج تحليلي نقدي ووفق رؤية علمية شمولية، وجاءت مكونة من ثلاثة أبواب هي: الباب الأول: قيام دولة الأدارسة، الباب الثاني: سياسة الأدارسة الداخلية، الباب الثالث: علاقة الأدارسة الخارجية.ويقول الدكتور "محمود إسماعيل" عن كتابه من حق القارئ أن يعرف أن هذا العمل ليس تاريخًا شاملًا للأدارسة بقدر ما هو محاولة لإبراز الجديد في هذا التاريخ، ولما كان الهدف وطبيعة الموضوع يحددان المنهج والرؤية، فلا أقل من التنويه بمنهجية هذه الدراسة ورؤية صاحبها، ولسوف يقف القارئ على عديد من المناهج التي وظفت في معالجة الموضوع، وأقرر أنني لم أجد غضاضة في اتباع المنهج الوصفي والرؤية "الميكروسوبية" خاصة فيما يتعلق بحل "إشكالية" ملأ الفراغات اعتمادًا على المادة الجديدة المتاحة التي وظفت في سد الفجوات المتعلقة بتاريخ الأدارسة وما أكثرها، وفي هذا الصدد عمدنا إلى التفصيل والإطالة وأكثرنا من ذكر الأحداث والوقائع، أما المسائل المتفق عليها والتي حسمها دارسون سابقون، فلم نسترسل في عرضها إلا بالقدر الذي يخدم استمرارية العرض أو يستلزم إضافة قرائن جديدة لم تكن متاحة سلفا، كما اعتمدنا المناهج المقارن ومنهجية "ميشيل فوكو" منهج والمؤرخ الفرنسي الشهير "بروديل" وأيضًا المنهج الأنثروبولوجي وبالمثل أفاد الباحث من السيميائية في قراءة النصوص.