يمثل هذا الكتاب التقرير النهائي لمشروع "استشراف مستقبل الوطن العربي" الذي اختير له أن يكون بعنوان مستقبل الأمة العربية: التحديات.. والخيارات. وهو يمثل أول جهد علمي عربي جماعي كبير من نوعه للتعرف على إمكانات الوطن العربي وقدرات الأمة حاضراً ومستقبلاً، في إطار المتغيرات العديدة التي تحكم النظامين الإقليمي والدولي خلال العقود الثلا...
قراءة الكل
يمثل هذا الكتاب التقرير النهائي لمشروع "استشراف مستقبل الوطن العربي" الذي اختير له أن يكون بعنوان مستقبل الأمة العربية: التحديات.. والخيارات. وهو يمثل أول جهد علمي عربي جماعي كبير من نوعه للتعرف على إمكانات الوطن العربي وقدرات الأمة حاضراً ومستقبلاً، في إطار المتغيرات العديدة التي تحكم النظامين الإقليمي والدولي خلال العقود الثلاثة القادمة.ويتبنى هذا التقرير النهائي ثلاثة مشاهد (سناريوهات) رئيسية محتملة للمستقبل العربي: الأول: مشهد التجزئة، والثاني: مشهد التعاون والتنسيق الإقليمي، والثالث: مشهد الوحدة العربية الاتحادية. ويحاول التقرير أن يجتهد، بكل ما أوتي الفريق المركزي الذي أعده من معرفة وموضوعية، في استجلاء هذه الاحتمالات الممكنة، وشروط كل احتمال فيها، وما ينطوي عليه كل احتمال من آليات وتداعيات، وما يترتب عليه من نتائج.وقد يختلف القارئ مع بعض هذه الاجتهادات أو دقة بعض المعلومات أو الاستنتاجات التي تضمنها هذا التقرير النهائي، ولكن الأهم أنه لن يختلف حول حقيقتين مهمتين: أولاهما: حقيقة أن الوضع العربي القائم هو وضع مترد للغاية ولدرجة ربما لم يسبق لها مثيل منذ أن حصلت دولة القطرية على استقلالها. ثانيهما: إن هناك إمكانات واقعية لتغيير هذا الوضع إلى ما هو أفضل قبل أن يتحول إلى ما هو أسوأ، خلال العقود الثلاثة المقبلة.أن الوعي بهاتين الحقيقتين والإجماع عليهما، هو شرط ضروري لتغيير الوضع القائم إلى ما هو أفضل. ولكنه شرط غير كاف. إن شرط الكفاية هو الإرادة الإنسانية... والإرادة على كل مستوياتها، إرادتنا كأفراد وجماعات، وكتنظيمات وأحزاب ومؤسسات وكشعوب وحكومات وبلدان عربية. الوعي يسبق الإرادة وهو ضروري لها ولكنه ليس بديلاً عنها.إن المهمة الأولى والعاجلة هي أن تنتقل طلائع القوى الحية في الوطن العربي من قراءة نتائج هذا المشروع في تقريره النهائي، إلى بلورة مشروع حضاري سياسي عملي، يكون حده الأدنى هو المشاهد الثاني، وحده الأعلى هو المشهد الثالث. هذا هو التحدي الأعظم الذي ويواجه جيلنا والجيل الذي يليه مباشرة، إذا كان لوطننا الكبير ولأمتنا العربية أن يبقيا ويزدهرا في القرن الحادي والعشرين.