يعد الشاعر "محمد إقبال" من رواد الحركة الإسلامية في شبه القارة الهندية، وهو صاحب أكبر مدرسة شعرية في الهند، حيث كان ينافح بالكلمة والبيان واللسان عن الإسلام ومصلحة الدعوة الإسلامية في الهند، ويقول عنه الشيخ أبوالحسن الندوي واصفًا الاهتمام به والاحتفاء بنتاجه الشعري والدعوي عالميًا: "لا أعرف شخصية ولا مدرسة فكرية في العصر الحديث ...
قراءة الكل
يعد الشاعر "محمد إقبال" من رواد الحركة الإسلامية في شبه القارة الهندية، وهو صاحب أكبر مدرسة شعرية في الهند، حيث كان ينافح بالكلمة والبيان واللسان عن الإسلام ومصلحة الدعوة الإسلامية في الهند، ويقول عنه الشيخ أبوالحسن الندوي واصفًا الاهتمام به والاحتفاء بنتاجه الشعري والدعوي عالميًا: "لا أعرف شخصية ولا مدرسة فكرية في العصر الحديث تناولها الكتاب والمؤلفون والباحثون مثلما تناولوا هذا الشاعر العظيم"، وتورد هذه الرسالة سيرة الشاعر محمد إقبال وترجمة صادقة له تبرز أهم ملامح حياته الحافلة بالمحطات السياسية والدعوية والأدبية حيث تختلط السياسة بالدعوة بالشعر لتشكل معين شخصية شاعر الإسلام محمد إقبال. وقد كان إقبال ملمًا بواقع الأمة الإسلامية معايشًا لنكباتها المتتالية، حيث تنبض قصائده بمدى فجيعة الأمة في انهيار مجدها التليد القائم على التمسك بالكتاب والسنة، وساهم إقبال بشعره في محاولته تغيير ذلك الواقع المرير ومحاولته تنبيه الأمة من غفلتها، وفواقها من رقدتها، يقول إقبال:مسلمًا إن ترد حياة فيها ما بغير القرآن تأتي الحياة يصف الشاعر الألماني هيرمان هيسه (1877 - 1968) إقبال في تقديمه لترجمة آنا ماري شيمل لمنظومة إقبال الرائعة "جاويد نامه" (رسالة الخلود)، فيقول:"ينتمي محمد إقبال إلى ثلاثة أحياز روحية هي منابع آثاره العظيمة، وهي: حيز القارة الهندية، وحيز العالم الإسلامي، وحيز الفكر الغربي. إنه كمسلم كشميري الأصل، مثقف بالقرآن وبالفدانتا (كتاب التعاليم الأصلية القديمة لدين الهند الأساسي) وبالتصوف الفارسي العربي، وفي نفس الوقت متأثر بالفلسفة الغربية وقضاياها، عارف ببرجسون ونيتشة، يقودنا في ممرات لولبية ترتفع شيئاً فشيئاً داخل مناطق عالمه الخاص. لن يجد المسافرون روحياً إلى الشرق في ثقافة إقبال الواسعة، وفي حبه الفياض للتأمل أهم وأعظم جوانب عبقريته، وإنما في قوة حبه، وفي قدرته على التشكيل، سيعجبون به، من أجل لهيب الوجد في قلبه ومن أجل عالم صورِه الشاعري، وسيحبون أعماله باعتبارها الديوان الشرقي الغربي".