هذا الكتاب عبارة عن دراسة، تستند إلى الوثائق الرسمية البريطانية والمصرية بالدرجة الأولى، عن العلاقات المصرية – السودانية طوال نصف قرن تقريباً؛ هذه العلاقات التي اتسمت بالمد والجزر، وراوحت بين الوحدة والانفصال، إلى أن عصفت رياح المصالح الدولية بالبلدين فانقسم السودان نفسه إلى دولتين، وصار مستقبل منابع النيل ومعها الوادي والحوض، خ...
قراءة الكل
هذا الكتاب عبارة عن دراسة، تستند إلى الوثائق الرسمية البريطانية والمصرية بالدرجة الأولى، عن العلاقات المصرية – السودانية طوال نصف قرن تقريباً؛ هذه العلاقات التي اتسمت بالمد والجزر، وراوحت بين الوحدة والانفصال، إلى أن عصفت رياح المصالح الدولية بالبلدين فانقسم السودان نفسه إلى دولتين، وصار مستقبل منابع النيل ومعها الوادي والحوض، خاضعاً لإرادات شتى ليس لمصر أي قدرة على تحديد اتجاهاتها، وباتت الأوضاع السياسية في شرق أفريقيا تجري بمعزل عن المصالح المصرية، وخلافاً لثوابت الأمن القومي المصري في تلك المنطقة. ويعالج الكتاب الفشل المصري والسوداني في صوغ علاقة ثابتة بين البلدين، ويعيد أسباب ذلك إلى حقبة التنافس المصري – البريطاني في شأن السيطرة على السودان، وإلى انقسام النخب السودانية بعد الاستقلال بين مَن يرغب في الاتحاد مع مصر، ومَن يرغب في الاستقلال عنها. وتعتقد المؤلفة أن تراجع الدور المصري في أثناء عهد حسني مبارك، والتبعية الكاملة للولايات المتحدة الأميركية إبان عهد أنور السادات، جعلا العلاقات الثنائية بين دولتي وادي النيل متنافرة، الأمر الذي بدد قوة الجذب التي كانت تمتلكها مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وقضى على إمكان بناء نموذج عصري للتكامل العربي من السودان ومصر؛ هذا النموذج الذي طالما توافرت له الشروط الموضوعية للازدهار والنماء والتقدم كالسكان والمياه والأرض الخصبة والموقع المهم