يتضمن هذا الكتاب صفحات من تاريخ الأندلس الإسلامي، ويعتبر فتح العرب لشبه جزيرة إيبيريا من أروع حلقات الفتوح الإسلامية الأولى، فقد جاء ذلك الفتح تتويجاً لجهاد العرب الطويل لفتح المغرب الذي استغرق قرابة سبعين سنة ونيف ما بين نصر وهزيمة، ومد وجزر، يقيم الدليل على حيوية الشعب العربي وإقدامه وإيمانه العميق بدينه وبنفسه، بهذا الفتح الط...
قراءة الكل
يتضمن هذا الكتاب صفحات من تاريخ الأندلس الإسلامي، ويعتبر فتح العرب لشبه جزيرة إيبيريا من أروع حلقات الفتوح الإسلامية الأولى، فقد جاء ذلك الفتح تتويجاً لجهاد العرب الطويل لفتح المغرب الذي استغرق قرابة سبعين سنة ونيف ما بين نصر وهزيمة، ومد وجزر، يقيم الدليل على حيوية الشعب العربي وإقدامه وإيمانه العميق بدينه وبنفسه، بهذا الفتح الطويل وصل العرب إلى مضيق جبل طارق أو بحر الزقاق، ونزلوا شبه جزيرة إيبيريا، وفتحوها حتى وصلوا إلى أقصى شمالها، ثم عبروا جبال البرت وغزوا بلاد غالة (فرنسا الحالية).هذا الفتح الجليل يمثل العبقرية العسكرية الإسلامية، والتي يعجز كبار القادة العسكريين عن إدراك أبعادها، ودقة تنظيمها، وأحكام شمولها، ولا شك أن دخول العرب إلى أسبانيا يعتبر في رأي الدارسين من المؤرخين العرب ومن المفكرين الأسبان حقبة محيرة، لأن الأمة الإسبانية امتزجت وتأثرت إلى حد بعيد بثقافة وحضارة وعادات الفاتحين، التي تركت طابعها العميق في الشخصية الأسبانية التي تنعكس فيها سائر هذه المؤثرات.ويمكن القول أن تاريخ الأندلس الإسلامي مع الميادين الخصبة التي شغلت المؤرخين والباحثين قديماً وحديثاً، لما يمثله هذا التاريخ من ثمرة لتلاقح الحضارات وإمتزاج الثقافات، ونقطة إلتقاء المشرق بالمغرب علي أن تاريخ الأندلس الإسلامي وحضارته لم يظفر بما يستحقه من عناية الباحثين والدارسين.لذلك جاء هذا الكتاب ليعرض لنا صفحات من تاريخ الأندلس الإسلامي في سبعة فصول توزعت وفق ما يلي: الفصل الأول: "إسبانيا القوطية والفتح الإسلامي"، الفصل الثاني: "الدولة الأموية في الأندلس"، الفصل الثالث: "عصر الخلافة الأموية"، الفصل الرابع: "عصر ملوك الطوائف في الأندلس"، الفصل الخامس: "الدولة المغربية الكبرى في الأندلس"، الفصل السابع: "الحضارة الإسلامية في الأندلس".
