لا أدّعي أفقا

يعد الشاعر "عبد الله العريمي" من الشعراء القلائل الذين استطاعوا الجمع بين التأملات الميتافيزيقية في المطلق، والواقع المعاش. كالتأمل في الروح، الموت، الوهم، الحلم، وغيرها من مفاهيم. ومن ثم، إعطاء تلك المفاهيم المجردة مقابلات تفصيلية محسوسة.وهذا يعني أن الشاعر يبحث عن المعنى عبر حركة الزمان، مع سمة التوظيف الفني الدلالي المرتكز على أكثر من بعد (الحرب، السلم، الحب) نقرأ له: "ماذا تقول لك الحرب ؟!/ غزال يطارد صياده غارقاً في دمه (...)، ماذا يقول لك السلم؟!/ ليست قصائدنا تمراً في أعالي النشيد/ (...)، ماذا يقول لك الحب؟!/ لا بد من فسحة للغناء/ لتبني الحمامة عشاً على خوذة العسكري/ وحتى تضيق المسافة بين الرصاص وقوس قزح (...)".على الرغم من أن شعر العريمي يبدو شعراً ملتزماً إلا أنه لا يخلو من نفحة جمالية يجدد بها الشاعر تعب القلوب ويخرج بها من الظل إلى الحياة .. هو الشعر معراج قلبي/ ومسراي في ملتقى الذكريات/ وأيامي المقبلة/ هبوب الفراشات/ زنبقة العشق/ أو قسوة المرحلة".يضم الكتاب قصائد تتراوح ما بين شعر التفصيلة العمودي والشعر الحر، نذكر من العناوين: "من ذا أحب؟!" ، "امرأة خارج النص" ، "قراءة في كف امرأة" ، "حالات عشق صوفية" ، "هوامش على هامش الحرب" ... الخ.