ظفرت آثار القاضي أبي الفضل عياض بن موسى اليحصي السبتي (476 هـ - 1083 م - 544 هـ - 1149)، على مدى القرون والأعصار، باهتمام العلماء، وعناية المتعلمين، يرويها أولئك ويقرئونها في حلقاتهم ، ويكب هؤلاء على استنساخها ويجتهدون في درسها. ومن ثم كان لتلك الآثار، على تنوعها، هذا الذكر الذي لم ينقطع منذ أن أخرجها مؤلفها لطلبة العلم وأهله في...
قراءة الكل
ظفرت آثار القاضي أبي الفضل عياض بن موسى اليحصي السبتي (476 هـ - 1083 م - 544 هـ - 1149)، على مدى القرون والأعصار، باهتمام العلماء، وعناية المتعلمين، يرويها أولئك ويقرئونها في حلقاتهم ، ويكب هؤلاء على استنساخها ويجتهدون في درسها. ومن ثم كان لتلك الآثار، على تنوعها، هذا الذكر الذي لم ينقطع منذ أن أخرجها مؤلفها لطلبة العلم وأهله في النصف الأول من القرن السادس الهجري وأذاعها في تلامذته الذين سعدوا بالتحلق حوله في مجلس الدرس والتحصيل، ثم تولى العلماء، من بعده، جيلا بعد جيل، إذاعتها، معرض نبوغ ومجتلى عبقرية، لم يملك معهما الذين دأبوا، جهلا أو تجاهلا، على استصغار الاسهام المغربي في إغناء حياة المسلمين العقلية والفكرية إلا أن يذعنوا ويقروا، وما أحسب إلا أن هذا الذكر سيتصل ما حرصت أمة القرآن الكريم والسنة العطرة على استيعاب تراثها الغني بالقيم السامية، والمثل العليا، تتمثله وتأخذ منه قبسا تنور به واقعها، وتصوغ في هديه مستقبلها.وفي العقدين الأخيرين توفر بعض الباحثين في المغرب والمشرق على دراسة آثار القاضي عياض ونشرها، محققة متونها، معلقة هوامشها، وكان من نتيجة ذلك أن اشتدت العناية بعياض وبتراثه بين طلبة الأقسام العليا في جامعتنا وفي جامعات الشرق والغرب ، وانصرف غير واحد من هؤلاء إلى إنجاز دراسات في فكر عياض وأدبه، نحن نجهل حظها من الجدة، والطرافة والأهمية، ولعلها حين تعرف طريقها إلى النشر، أن تحقق للبحث العلمي حول عياض بعض ما يسعى إليه من أهداف.