((ان العرض المسرحي يموت بعد كل ليلة عرض، ولا يمكن لأحد ان يبعثه من جديد، وفي هذا تكمن عظمة او ضعف المسرح، أي في عدم القدرة على إعادة العرض، إذ لكل عرض وظيفة مختلفة في العلاقات بين الصالة والخشبة وبدون جمهور الصالة يصبح العرض مجرد تمرين))1، هذا ما يراه، د.عقيل مهدي يوسف وهو يطمح لأن يُكتب التاريخ وما تزال احداثه حاضرة.هذه الوظيفة...
قراءة الكل
((ان العرض المسرحي يموت بعد كل ليلة عرض، ولا يمكن لأحد ان يبعثه من جديد، وفي هذا تكمن عظمة او ضعف المسرح، أي في عدم القدرة على إعادة العرض، إذ لكل عرض وظيفة مختلفة في العلاقات بين الصالة والخشبة وبدون جمهور الصالة يصبح العرض مجرد تمرين))1، هذا ما يراه، د.عقيل مهدي يوسف وهو يطمح لأن يُكتب التاريخ وما تزال احداثه حاضرة.هذه الوظيفة الفنية تتأثر كلما طالت المدة الزمنية بين الحدث التاريخي وبنائه الفني. تلكم هي روح الخلق الجديد في عالم المسرح، كما جسدها الفنان عقيل مهدي يوسف وكما في الماضي القريب، حقق رسالة إنسانية غزيرة في العطاء، عبر إشتغالات وعروض ذات فكر سمته سهل ممتنع، يسير في المظهر، عميق في الجوهر، محاولة لتأكيد تصور، والتصور هو إعادة الهيكلة للظاهرة فنياً وسلب حالتها الطبيعية، وبيانه هو سبيل الوصول من داخل التجربة الفنية نفسها. لكن كيف يمكن أن نقيم بناء كالذي شيده عقيل في المسرح ؟في البداية نطرح هذه المهمة نقاط مركزية تتساءل، لوضع حدود لهذا البحث وهو يتدفق ويتشعب لتأطير الجهود النظرية والتطبيقية لهذا الفنان المسرحي، سنحاول تلمس مظاهرها من أجل ان نصل الى عمق مضامينها، حينها سنعيد التساؤل واقتراح الاجابات او التأويلات. في معرض تقيم إمكانية فكر الدكتور عقيل، يكون سلطان الزمن في صحبته، ويصبح التاريخ معيناً له في مهمته.المحتويات : هل يشكل مدرسة فكرية غرضها التجديد، أم رسالة أمل في عالم المسرح ؟ أم دليل عمل ؟ وفي محاولة للبيان، سنتابع عرض محاور البحث إبتداء من عموميات ورؤى أبعاده، مروراً بموقع هذه الافكار وصولاً الى الاستنتاجات والمضامين الرئيسة.تلك مهمة كبيرة وصعبة ولا ريب، ولكن زادنا فيها بعض رحلة عمر عشناها عن قرب، بصحبة هذا الفنان. ان البيئة الفنية التي عاشها الدكتور عقيل في بلغاريا كان لها تأثير في بلورة افكاره وأطر بنائه، غير ان الحقيقة الراسخة هي الخاصة بمحتوى البناء الجوهري لديه والتي كانت ينابيعه عراقية عربية، عبر حركة وجود وتطلعات المسرح، هو حقيقة حية ذات مضمون إيجابي إنساني، وأن التمثيل صورة حية عن الانسانية، وبأعتبار صراع الانسان بكل أشكاله النزوعية والغريزية مسرحاً لتحقيق القيم الانسانية. ومن خلال التطبيقات النظرية لأساليب التمثيل والاخراج، وهي تعبيرات متطورة عن فكرة تبحث عن الحل الملائم لها المتكافئ مع عظمة قدرها، فأن هذا الحل يكمن في ثلاثية ارسطو : الزمان، المكان، الفعل.