يضم هذا الكتاب بين دفتيه مجموعة مقالات ودراسات كتبت خلال العقد المنصرم. وهي تعالج جملة من المسائل المتعلقة بمقولات فكرية سائدة وذات حضور قوي في أدبيات الفكر العربي المعاصر، سواء منها التي تتخذ من تيارات الفكر الغربي الحديث مرجعية نظرية ومنهجية هادية، وموجهة، أو تلك التي يخترق نسجيها في هذا المفصل أو ذاك إحدى هذه المقولات في الحا...
قراءة الكل
يضم هذا الكتاب بين دفتيه مجموعة مقالات ودراسات كتبت خلال العقد المنصرم. وهي تعالج جملة من المسائل المتعلقة بمقولات فكرية سائدة وذات حضور قوي في أدبيات الفكر العربي المعاصر، سواء منها التي تتخذ من تيارات الفكر الغربي الحديث مرجعية نظرية ومنهجية هادية، وموجهة، أو تلك التي يخترق نسجيها في هذا المفصل أو ذاك إحدى هذه المقولات في الحالات التي تسعى فيها إلى التأسيس لوجهة مستقلة تحت عنوان معتقدي أو معرفي أو سياسي.ومع أن كل واحد من العناوين المطروحة للنقاش والتأمل يختص بمعالجة موضوعة فكرية أو معادلة نظرية معينة، فإن المسار العام لهذه الكتابة يتكشف عن أكثر من رباط موصل بين مختلف الموضوعات والمواقف التحليلية التي تمت بلورتها تدريجياً وبمنهجية المراكمة الإيجابية.وهكذا غدت كل وقفة بمثابة مدخل لوقفة لاحقة، تؤسس لها وتزودها بجملة من المعطيات التي تسمح بالتوغل عميقاً داخل طبقات المباني المعرفية الحديثة. ولكن هذه الصيرورة التفكيرية كانت تصطدم بل تكتشف عبر تجوالها بين مناخات فكرية ومعرفية متغايرة حيناً ومتنابذة أحياناً أخرى، وجود حقول جامعة لما يندرج في الظاهر في خانة المختلف والمتعارض. وهذه الحقول الجامعة توفر عقداً موحدة وضابطة لديناميات العناصر وتموجاتها المختلفة. ويترتب على هذا الكشف كشف آخر مواكب له يرى في التنابذ والاختلاف والتجدد عنواناً لمعطيات تلازم الآني والظرفي في التاريخ الغربي المعاصر ويكشف فرادتها وخاصية وظائفها في حين أن الحقول الجامعة المشدودة إلى عقد موحدة تلازم المترسخ "والثابت" المكون لأركان وأسس هذا التاريخ المتجدد الأطوار.