التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من كتاب ابن الصلاح

ﺗﻌّﺪ ﻣﻘﺪﻣﺔ "اﺑﻦ اﻟﺼﻼح" ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﺰﺑﺪة واﻟﺨﻼﺻﺔ ﻟﻤﺎ اﻧﺘﮫﻰ إﻟﯿﻪ اﻟﻤﺤﻘﻘﻮن ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺻﺤﯿﺤﺔ ﻣﻦ ﺿﻌﯿﻔﻪوﻣﻌﺮﻓﺔ أﻗﺴﺎﻣﻪ وأﻧﻮاﻋﻪ واﺻﻄﻼﺣﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ اﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﯿﮫﺎ أرﺑﺎﺑﻪ، وﻗﺪ ﺣﺎزت ﻣﻦ اﻟﺸﮫﺮة واﻟﺬﻳﻮع ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻟﮫﺎ اﻟﺘﻘﺪم واﻟﺼﺪارة ﺑﯿﻦ ﻛﺘﺐ اﻻﺻﻄﻼح.وﻷھﻤﯿﺘﮫﺎ ﻛﺜﺮت ﻋﻠﯿﮫﺎ اﻟﺸﺮوح واﻟﺘﻌﻠﯿﻘﺎت واﻟﺘﺼﺎﻧﯿﻒ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻷﺋﻤﺔ وﻛﺎﻧﺖ أﻓﻀﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺮوح وأﻛﺜﺮھﺎ ذﻳﻮﻋﺎً وﺷﮫﺮة، ﺷﺮح اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﺬي اﻣﺘﺎز ﺑﺠﻤﻠﺔاﻟﻤﺮدود، وﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺬھﺐ اﻟﻤﺤﺪﺛﯿﻦ وﻣﺬھﺐ اﻷﺻﻮﻟﯿﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓﯿﮫﺎ اﻟﻤﺬھﺒﺎن، واﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﻋﺰو اﻷﻗﻮال إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻠﯿﮫﺎ، وإﺣﺎﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ واﻟﻤﺰاﻳﺎ ﺗﺠﻠﺖ ﻣﻼﻣﺤﮫﺎ ﻓﻲ ﻋﻨﺎﻳﺔ اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻤﺜﯿﻞ وﻋﻨﺎﻳﺘﻪ اﻟﻈﺎھﺮة ﺑﺎﻟﻜﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﺎل ﺟﺮﺣﺎً وﺗﻌﺪﻳﻼً، وذﻛﺮه اﻟﻤﺜﺎل اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻋﻦ اﻟﻤﺜﺎلﻛﺘﺒﻪ اﻷﺧﺮى إﺗﻤﺎﻣﺎً ﻟﻠﻔﺎﺋﺪة، وﺗﺠﻠﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﺘﺤﺮي واﻟﺪﻗﺔ واﻻﺣﺘﯿﺎط ﻣﻊ اﻟﺘﻮاﺿﻊ واﻹﻧﺼﺎف.وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻸھﻤﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻠﮫﺎ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻘﺪ اھﺘﻢ اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺧﯿﺎط ﺑﺘﺤﻘﯿﻖ ﻣﺘﻨﻪ، ﻓﺎﻋﺘﻨﻰ أوﻻً ﺑﻮﺿﻊ ﻣﺘﻦ ﻛﺘﺎب "ﻋﻠﻮم اﻟﺤﺪﻳﺚ" ﻻﺑﻦ اﻟﺼﻼحﻓﻲ أﻋﻠﻰ ﺻﺤﺎﺋﻒ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻔﺼﻮﻻً ﻋﻦ ﻣﺘﻦ "اﻟﺘﻘﯿﯿﺪ واﻹﻳﻀﺎح"، ﻛﻤﺎ وأﺛﺒﺖ اﻟﻨﺺ اﻟﺬي ﺣﻘﻘﻪ اﻟﺸﯿﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﻤﺪ ﺷﺮف اﻟﺪﻳﻦ.واﻟﻤﺴﻨﺪ وﺳﻨﻦ اﻟﺪراﻣﻲ واﻟﺪار ﻗﻄﻨﻲ وﺳﻨﻦ اﻟﺒﯿﮫﻘﻲ اﻟﻜﺒﺮى أﺣﯿﺎﻧﺎً. وﻟﻢ ﻳﻄﻞ ﺑﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻋﺪاھﺎ إﻻ ﻟﻐﺮض ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ذﻟﻚ، ﻛﺄن ﻳﻌﺰو اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺎدﻳﺚ إﻟﻰ ﺛﻢ ﻗﺎم ﺑﻌﺰو اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻲ أوردھﺎ اﻟﻤﺆﻟﻒ إﻟﻰ ﻣﺼﺎدرھﺎ اﻷﺻﻠﯿﺔ، ﻛﻤﺎ وﺧﺮج اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ أوردھﺎ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺴﻌﻤﻼً ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺴﻨﺔ واﻟﻤﻮطﺄﻛﺘﺐ أﺧﺮى، ﻣﺜﻞ ﻣﻌﺎﺟﻢ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ، "وﻣﺴﻨﺪ اﻟﺸﮫﺎب"،...وﻧﻈﺮاً ﻟﻜﺜﺮة ﻋﺪد اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﻟﮫﻢ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﺟﮫﺔ، وﻟﺘﻜﺮار اﺳﻢ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﻟﻪ ﻣﺮات ﻛﺜﯿﺮة ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب، ﻓﻘﺪ وﺟﺪ اﻟﻤﺤﻘﻖ أن اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ اﻟﮫﺎﻣﺶ إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﺸﺨﺺ ﺳﻮف ﺗﺜﻘﻞ ھﺬه اﻟﮫﻮاﻣﺶ ﻓﺮأى أن اﻟﻔﮫﺮس اﻟﺘﻔﺼﯿﻠﻲ ﻟﻸﻋﻼم اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﻟﮫﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻠﺤﻖ ﺑﺂﺧﺮ اﻟﻜﺘﺎب ﻳﺆدي ﻣﮫﻤﺔ اﻹرﺷﺎد إﻟﻰ ﻣﻮاﺿﻊﺗﺮﺟﻤﺔ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺑﺼﻮرة ﻣﯿﺴﺮة ﺳﮫﻠﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻹﺣﺎﻻت ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺿﻊ اﻟﺘﺮاﺟﻢ ﻓﻲ اﻟﮫﻮاﻣﺶ أﻣﺮاً ﻣﺮﻏﻮﺑﺎً ﻋﻨﻪ.ﺻﻔﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب