نزار قباني أمير الحرية وفارس العشق

يتحدث الشاعر نزار قباني عن طبيعة الحداثة فيقول: "الحداثة ليست أبداً شتيمة كل من سبقونا في كتابة الشعر، ولو بدقيقة واحدة، وليست أبداً رمي الزبالة في شاعر الثقافة وأمام أبواب المبدعين... وليست حفلة إغتياب وغيمة يُسلق فيها من هم أكثر موهبة وأكثر شاعرية.الحداثة ليست الجهل بالتاريخ، ولكنها العلم به، وليست بيع ثيابنا وأثاثنا المنزلي في المزاد العلني والبقاء على الحصيرة، الحداثة ليست عدواناً على البحر الطويل والبحر البسيط والبحر الكامل والمبتدأ والخبر، وتاء التأنيث، ونون النسوة، ولكنها السكن معهم في بيت واحد وحيّ واحد، وحين بدأت بتنفيذ إنقلابي الشعري، كنت أعرف على أي أرض أقف، وكنت أقرأ تاريخي جيداً... ولغتي جيداً... وهدفي جيداً... لم أدخل إلى معركة الحداثة بغير خرائط وبغير زخيرة، وبغير معرفة مسبقة بطبيعة الأرض التي أقاتل فوقها.إذن أنا انطلقت من المعرفة لا من الجهل، ومن الجذور لا من العدم، لم تكن ترعبني البحور الخليلية كما ترعب جماعة الحداثة، كنت أجيد السباحة، وأعرف كل شيء عن أخلاق البحر وغضب الأمواج ومواعيد العاصفة، ولم أكن أشعر بعقدة نقص أمام القصيدة العمودية، أو قصيدة التفعيلة، أو قصيدة النثر، أو أي شكل شعري جديد لأنني كنت منفتحاً على كل الآفاق "هكذا وبكل بساطة عبر نزار قباني عن لغته الشعرية التي أرادها أن تكون من نسيج زمنها، دون إخلال أو إبتذال يخرج القصيدة العربية عن خطها الأدبي لغة ونظماً وموسيقى كتب الكثير عن سيرة نزار ونشرت دراسات عديدة عنه...وهناك عشرات المواقع الإلكترونية التي تتابع وقائع حياة نزار الشاعر والإنسان من الألف إلى الياء، هذا الشاعر الذي إستطاع بقصيدته الوصول إلى مصاف شعراء الجاهلية والإسلام هم في زمنهم وهو في زمنه... إستطاع أن يضع قصيدته في قالب حديث مبنى ومعنىً وغرضاً.كان نزار إنساناً نبيهاً جداً وحادّ الذكاء وقدر له أن يجوب أطراف العالم وأن يتفاعل مع ثقافات مختلفة ومجتمعات متباينة في أذواقها وعاداتها وآدابها وتنوع فهمها لقضايا المجتمع والمصير الإنساني... وفي الوقت نفسه حريصاً على مصير أمته ونهضة مجتمعاتها وأن المقارنة دفعته إلى أن يكون حادّاً في أحكامه وإنتقاداته لمظاهر التأخر والضعف في مختلف مظاهر بين جلدته.هناك الكثير مما يقال عن نزار قباني الشاعر والإنسان، وربما كان السبّاق إلى الإفصاح عن ذاته ومبكراً في كتابة سيرته الذاتية "قصتي مع الشعر" الذي يكشف من خلاله عن ذوقه وثقافته وآرائه ويستطيع القارئ من خلاله تلمس وعي نزار لقضايا حياته ونشأته ومجتمعه... والأهم من ذلك حرصه على عرض آرائه وما آلت إليه قناعاته في مراحل حياته الغنية بالإرتيادات والإرتحالات وتنوع اللغات والمجتمعات.من هنا، يجب القول إلى أن ما كتبه الناقد في كتابه هذا "نزار قباني أمير الحرية وفارس العشق" هو أبعد ما يكون عن مقتضيات السيرة وذلك كما قال "إحتراماً لروح نزار، لأنه لم يجب أن يكتب أحداً سيرته، وسارع إلى تدوين سيرته الذاتية في كتاب واضح: "قصتي مع الشعر، سيرة ذاتية" وذلك قبل وفاته بتسع سنوات تم طبع عدة طبعات...لذلك أتى الكتاب الحالي إنتقائياً ومكتفياً بالمودة والإعجاب".وإلى هذا، فقد تضمن هذا الكتاب النص إطلالة مختارة من كتاب نزار "قصتي مع الشعر"، وقد قسم الناقد الدكتور الخطيب كتابه هذا "نزار... أمير الحرية..." إلى أربعة محاور 1-نزار الإنسان، 2-نزار المبدع، 3-حوارات ومساجلات، 4-نزار العربي الفلسطيني.