نبذة النيل والفرات:تحظى الإدارة اليوم بجانب كبير من الأهمية نظراً لتغلغلها تقريباً في جميع أوجه النشاط الإنساني بصورة أو بأخرى، سواء أكان هذا النشاط في المصنع أو المكتب أو المدرسة أو المتجر أو النقابة العمالية أو المصلحة الحكومية أو المزرعة أو حتى في المنزل. فهي توجد بدرجة ما بحيث لا يمكن فصلها عن هذا النشاط مهما بدا صغيراً. وال...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:تحظى الإدارة اليوم بجانب كبير من الأهمية نظراً لتغلغلها تقريباً في جميع أوجه النشاط الإنساني بصورة أو بأخرى، سواء أكان هذا النشاط في المصنع أو المكتب أو المدرسة أو المتجر أو النقابة العمالية أو المصلحة الحكومية أو المزرعة أو حتى في المنزل. فهي توجد بدرجة ما بحيث لا يمكن فصلها عن هذا النشاط مهما بدا صغيراً. والإدارة تعمل على تحديد وتحقيق الأهداف وبالتالي تقوم بالتجميع الفعال لمهارات الأفراد مع استخدام كافة الموارد المادية. وفي كثير من الحالات تقدم هذه الأهداف الرئيسية بواسطة الآخرين ويكون معبراً عنها عادة بصورة شاملة تستلزم التفسير والإيضاح حتى يمكن تفهمها بواسطة رجال الإدارة. وفي حالات أخرى يقوم المديرون بوضع أهدافهم حسب التحديد الدقيق للمشكلات أو الصعوبات التي يجب التغلب عليها عند القيام بالعمل.من وجهة النظر الواقعية الواقعية العلمية يتوقع من المدير أن يصيغ الأهداف مع وضعه في الاعتبار القيود المختلفة والتي يجب عليه الاعتراف بها سواء أكانت هذه القيود متمثلة في المنافسة أو الحكومة أو المجتمع أو الموارد المتاحة. فلتحقيق غرض ما لا بد بالضرورة من تجميع الموارد الأساسية المتاحة من رجال ونساء ومواد وماكينات ووسائل وأموال وأسواق، تجميعها معاً بصورة ما للوصول للهدف.هذه الموارد التي يطلق عليها بالإنكليزية الست (Ms) يجب أن تجمع بطريقة يمكن معها تحقيق النتائج النهائية المرجوة والمرتقبة وذلك في ظل القيود السابق الإشارة إليها والمتعلقة بالزمن والجهد والتكلفة. والإدارة بالرغم من كونها نشاط متميز وفريد من نوعه، إلا أنه من الممكن دراستها. كما أن المعرفة الخاصة بها يمكن اكتسابها، وكذلك يمكن الحصول على المهارة في تطبيقها. وتكون هذه الأنشطة الأساسية، كما سيتبين من خلال الدراسة في هذا الكتاب، عملية هي "عملية الإدارة Management Process" تلك العملية المتميزة التي لا تشبه أية عملية أخرى. ويشار إلى الإدارة كقوة غير منظورة نظراً لأنها غير ملموسة، ولكن وجودها يمكن إثباته بواسطة نتائج جهودها العديدة.ومن الغريب أنه في بعض الأحيان يتأتى الاعتراف بكيان الإدارة عن طريق وجود عكسها المباشر ألا وهو سوء الإدارة. فنتائج سوء الإدارة يمكن ملاحظتها بسرعة، ومن ثم فإن ظهورها يؤدي إلى إلقاء الضوء والتركيز على الإدارة. وينبغي التفكير في الإدارة كوسيلة وليست كفاية في حد ذاتها. فهي بالضرورة وسيلة تستخدم، أو نظام يطبق لغرض الوصول إلى هدف أو سلسلة من الأهداف ومن ثم فإن الإدارة تدرس لكي تساعد في تحقيق الهدف، وليس لمجرد تحسبها في حد ذاتها. ولكن هذا لا يعني عدم الاهتمام بالغايات والنهايات. فالإدارة بجانب استخدامها لتحقيق الأهداف البناءة يمكن استخدامها أيضاً لأغراض هدامة ولنهايات غير مرغوبة اجتماعياً. ولهذا السبب أيضاً ينبغي أخذ النهايات في الحسبان.حول تلك المواضيع التي تصب في مجال إدارة الأعمال يأتي البحث في هذا الكتاب في محاولة لوضع الوظيفة الإدارية في موضع دراسي يساهم بشكل نظري في الكشف عن طرق إنجاح الإدارة وبالتالي إنجاح العمل المتعلق بها بشكل عام، لتثير تطبيقه عملياً على ضوء معطيات من هذه الدراسة.