يصدر جون بودريار، في كتا با ت و أعما ل تمتد على مدى يقارب الأربعين سنة ، عن أ طروحة كبرى تقول إننا نعيش لحظة انقلا بية تنقلنا من عصر الواقع إلى عصر موت بسبب موت أو نهاية أو تحلل المبدأ المؤسس للواقع ، مبدأ الصراع و المواجهة والجدلية والتناقض والنفي والقطعية والمجاوزة والثورة والتقدم . لقد انتهى عصر الواقع ، عصر ا لأقطاب والمواقع...
قراءة الكل
يصدر جون بودريار، في كتا با ت و أعما ل تمتد على مدى يقارب الأربعين سنة ، عن أ طروحة كبرى تقول إننا نعيش لحظة انقلا بية تنقلنا من عصر الواقع إلى عصر موت بسبب موت أو نهاية أو تحلل المبدأ المؤسس للواقع ، مبدأ الصراع و المواجهة والجدلية والتناقض والنفي والقطعية والمجاوزة والثورة والتقدم . لقد انتهى عصر الواقع ، عصر ا لأقطاب والمواقع واﻹيديولوجيات التي شكل تجاذبها وتطاحنها المادة الخام والمحرك الذي لا يكل للواقع وللحدث وللتاريخ . لقد مات ذلك الواقع الذي كان اﻹ نسان بموجبه يميز بين الكاذب والصادق ، الواقع و الخيالي ، الحقيقي و الزائف ، اﻹ لهي والشيطاني ، الجميل والقبيح ، اليساري و الرجعي . ذلك ما يدفع المؤلف إلى القول :لا يتعلق الأمر هنا بالدفاع عن الفكر الجذري . إن كل فكرة ندافع عنها مشكوك في أمرها وكل فكرة لا تدافع عن ذاتها بنفسها تستحق الموت . مع ذلك ، يجب مقاومة ورد كل اتهام با للامسؤولية والعدمية و اليأس . إن الفكر الجدري ليس فكرا للتيئيس ، وإذا ما اعتمدنا دلك فسنكون قد سقطنا في سوء فهم بالغ .