يعكس الواقع العملي لتجربة المصارف الإسلامية تركيزها في استثماراتها على الاستثمار قصير الأجل , وعدم اهتمامها بالاستثمار طويل الأجل بالرغم من دوره الرئيس والجوهري في تحقيق أهدافها التنموية , وبخاصة في ظل عالم تسوده العولمة المستمرة للنشاط الاقتصادي , وتحديات جذب المدخرات واستثمارها في مناخ المنافسة العالمية . فنظرًا لكون مدخلات ال...
قراءة الكل
يعكس الواقع العملي لتجربة المصارف الإسلامية تركيزها في استثماراتها على الاستثمار قصير الأجل , وعدم اهتمامها بالاستثمار طويل الأجل بالرغم من دوره الرئيس والجوهري في تحقيق أهدافها التنموية , وبخاصة في ظل عالم تسوده العولمة المستمرة للنشاط الاقتصادي , وتحديات جذب المدخرات واستثمارها في مناخ المنافسة العالمية . فنظرًا لكون مدخلات المصارف الإسلامية – سواء كانت حسابات جارية أم استثمارية – تعامل في الغالب معاملة الحسابات الجارية في حق السحب , فقد وجدت هذه المصارف نفسها في أزمة , فبينما كانت مدخلاتها قصيرة الأجل كانت أهدافها الاستثمارية طويلة الأجل فتحولت من الأسلوب الاستثماري طويل الأجل إلى الأسلوب التجاري قصير الأجل بحثاًً عن السيولة والربحية . وفي هذا الإطار تسعى هذه الدراسة إلى المساهمة في خروج المصارف الإسلامية من هذا المأزق , وذلك بوضع نموذج مقترح لتدعيم الاستثمار طويل الأجل في تلك المصارف – من خلال الأسواق المالية – يوائم بين مواردها القصيرة الأجل وأهدافها الاستثمارية طويلة الأجل من خلال تنويع أوعيتها الادخارية وتطوير استثماراتها بإصدار شهادات استثمار قابلة للتداول , وإنشاء صناديق استثمار , والمساهمة في الشركات , وإدارة وتكوين محفظة أوراق مالية تتفق وطبيعة عملها , وبما يساهم في تحقيق أهدافها التنموية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي , فضلاًً عن تحقيق أهدافها الخاصة بتعظيم الربحية , وتخفيض مخاطر السيولة , وتحقيق أكبر قدر من الأمان