أيُّها القرّاء الكرام:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأُحييكم أجمل وأكمل وأطيب وأرقّ وألطف تحية، واضعاً بين أيديكم، ونصب أعينكم كتابي، والذي جاء تحت عنوان:" الجاحــــظ"حياته، وشخصيته، وآراؤُه وأعمالهومن بطون الأجزاء السبعة لكتابه "الحيوان".وليس من السَّهل، على الإنسان، أيّا كان، الإحاطة التامّة والكاملة، بأعمال عالم، أديب، متف...
قراءة الكل
أيُّها القرّاء الكرام:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأُحييكم أجمل وأكمل وأطيب وأرقّ وألطف تحية، واضعاً بين أيديكم، ونصب أعينكم كتابي، والذي جاء تحت عنوان:" الجاحــــظ"حياته، وشخصيته، وآراؤُه وأعمالهومن بطون الأجزاء السبعة لكتابه "الحيوان".وليس من السَّهل، على الإنسان، أيّا كان، الإحاطة التامّة والكاملة، بأعمال عالم، أديب، متفلسف، كبير وعظيم، وُصِفَ بكلمتين كبيرتين" واسع الثقافة"، فهو موسوعة أدبية، علمية، معرفيّة وثقافية، إنه الجاحظ.فإذا ما قدّر لك، وقرأت له كتاب: البيان والتبيين، أو البخلاء، قلت عنه: أدبياً. وإذا قرأت له كتاب: الحيوان، قلت عنه: عالماً.وإذا قرأت له كتاباً وتجد فيه الشيء الكثير عن الفلسفة قلت عنه: فيلسوفاً.حقاً، لقد كان الجاحظ، واسعَ الثقافة. ولا أكون مجانباً للحقيقة، إنْ قلت لك:على الكاتب أن يتلَوَّن في كتبه، فَيَنْتَقِل من بستان لآخر، من بساتين العلم والمعرفة، العديدة والمختلفة.وإن فعل هذا، فإنه ولا شك، يُضفي على كتبه ونتاجِه هالة من الحُسن والجَمال و التميَّز والإبداع.ولا يَخْفى عليك، أنه ليس بمقدور أحد أن يحذوَ حذوَ ما عنيت وقلت، إلا من أُوتي حظاً وافراً من العلم والذَكاء والجهد والطُّموح.لقد جاء كتابي، آنف الذكر، في ثلاثة أبواب رئيسة.الباب الأول:وقد كان هذا الباب مَدْخلاً، لمواضيع الكتاب التي أردت الحديث عنها. وقد تحدثت فيه بشيء من الإيجاز المفيد عن الكتاب والمكتبة، فهما تاريخ وحضارة.وقد سبقني غيري في هذا المجال، ومنهم المتنبي القائل:أعّز مكان في الدُّنا سرج سابحٍوخيرُ جليسٍ في الزمان كتابوقال الجاحظ:"والكتاب هو الجليس الذي لا يَطْريق، والصَّديق الذي لا يُغريك، والرَّفيق الذي لا يملَّك.... والكتاب هو الذي يُطيعُك بالليل كطاعته في النهار، ويطيعُك في السَّفر كطاعته في الحضر، ولا يَعْتلُّ بنوم، ولا يعتريه كَلال السهر... وإن قطعتَ عنه الما]ة، لم يقطعْ عنك الفائدة".الباب الثاني:في هذا الباب نتعرف من خلاله على الجاحظ: نشأته وحياته وشخصيته، وصفاته الخَلْقية والخُلُقية، وأعماله. وأنه كان منذ نعومة أظْفاره يبيعُ السَّمك والماء على ضفاف نهر دجلة – فكان يسقي الماء ويستقي الأدب – حيث إنه كان يشتري كتباً من بيعه هذا.ونتعرف على خصائص أسلوبه، وظرفه، ونوادره، وحسن تخلصه من المآزق الصّعبة بالخفّة والدُّعابة والمرح. الباب الثالث:لم أكن مغالياً ولا مكابراً، إن قلت لك، إنَّ هذا الباب هو الكتاب، فهو ما قصدت من تسليط الضوء عليه، بشكل خاص ومميّز.وما البابان: الأول والثاني، من هذا الكتاب، إلا ضرورة ملحّة، لعملي المتواضع هذا، ليبدو وكأنه رياض متكامل، بديع ومفيد، لمن طلب الاستزادة في العلم والمعرفة عن الحيوان، من حيث صفاته وطباعه وعيشه، ومأكله ومشربه، ونفعه وضرره – إن وُجد – وما إلى ذلك، كذلك يزداد ثراءً، من باقي المواضيع الأخرى، التي تضمَّنها الكتاب.وكشفت النِّقاب – إن صحّ هذا التعبير – عمّا احتضنته أجزاء الكتاب – ا لحيوان – السّبعة، وكانت كما يلي، وبإيجاز سلس، يفي بالغرض:الجزء الأول:وتجد فيه: تخليد العرب لمآثِرِها، وتسمية الإنسان بالعالم الصغير.الجزء الثاني:وتضمَّن عدة مواضع منها: خير الحمام، ومما قيل من الشِّعر في نفع الكلاب، وعفّة عمر بن أبي ربيعة، وبحث في السعادة.الجزء الثالث:وإذا كنت مؤيداً للتنويع في التأليف، وتدعو لتتناسب الألفاظ مع المعاني وترغب في نوادر الشعراء، فإن هذا الجزء يلبي لك رغبتك.الجزء الرابع:في هذا الجزء من الكتاب، تقف وتتمعَّن وتَدْهش، لخصائص النملة، وكلام النمل، وشعر فيه ذكر النمل، ونملة سليمان، وسادة النمل.الجزء الخامس:وترى في هذا الجزء ما يلي:- أجناس الطير التي تألف دور الناس.- صياح العصافير.- أحلام العصافير.- مثل الشيخ والعصفور.- حب العصافير فراخها.الجزء السادس:عندما نقرأ هذا الجزء من الكتاب، تجد أن الجاحظ، خاض الأحاديث في مواضيع بلاغية صرفة مثل: قضايا الألفاظ والمعاني، والإطناب والإيجاز، كما تحدَّث في هذا الجزء عن:- مقياس قدر الحيوان.- العلّة في عدم إفراد باب للسمك.- من أشعار المقتصدين في الشعر، وهي غاية في الإبداع والروعة والتميّز.الجزء السابع:وكان هذا الجزء مسك الختام، لأجزاء الكتاب السبعة، وتضمّن:- نطق الطير.- بعض ما قيل في العقل.- ما جاء في الشعر من إحساس الطير، وغير ذلك من الحيوان.وختمنا هذا الباب (الثالث) بأمثال، جلّها عن الحيوان، وتحت عنوان: قاموس صغير.ورُتّب أبجدياً، تيسيراً وتسهيلاً على القارئ الكريم.والذي هو غايتنا في قصدنا من الكتاب وفضائله.أسأل الله، أن أُصيب الهدف، من وراء تناولي للجاحظ وأدبه وعلمه وحياته وصفاته، وأهم أعماله، التي طبقت شهرتها الآفاق، وأن يلاقي كتابي هذا ما لاقته عشرات الكتب سبقته في عدة معارف وعلوم وأن ينفع به الناشئة الأعزاء، وكلّ من عرف وسار في درب العلم وطلبه من مضانّه.والله نعم الموفّق والناصر والمعين،المؤلف