إنه لفرح وعيد عندما أضع كتاب جديد فريد، ولعلي في وضع هذا الكتاب الذي هو لذة محبي الأدب الرفيع، والبلاغة والفصاحة، وإني منذ أول الطلب أتتبع السير لأهل الفضل من أعلام البلغاء والفصحاء الذين ذاع صيتهم لفضلهم، وبما خلفوه لنا من رسائل وأشعار، وحكم وأمثال، كأبي الفضل أحمد بن الحسين الهمذاني، المعروف والمشهور ببديع الزمان الذي أصبح في ...
قراءة الكل
إنه لفرح وعيد عندما أضع كتاب جديد فريد، ولعلي في وضع هذا الكتاب الذي هو لذة محبي الأدب الرفيع، والبلاغة والفصاحة، وإني منذ أول الطلب أتتبع السير لأهل الفضل من أعلام البلغاء والفصحاء الذين ذاع صيتهم لفضلهم، وبما خلفوه لنا من رسائل وأشعار، وحكم وأمثال، كأبي الفضل أحمد بن الحسين الهمذاني، المعروف والمشهور ببديع الزمان الذي أصبح في همذان وهي موطنه أعجوبة الزمان، وكما يقول عنه الثعالبي بأنه: "معجزة همذان " وكنت فيما مضى قد ظفرت بمخطوط نفيس بها رسائل البديع، ومكاتباته الغزيرة العجيبة، وقبل ذلك قد ظفرت بكتاب يحمل نفس الاسم، وكان قد طبع سنة (1315هـ)، الطبعة الهندية، وبها مقاماته الفريدة، ولشدة ولعي بأهل البلاغة والبيان والفصاحة واللسان، كنت لا أكلُّ من مطالعة هذه الرسائل لبديع الزمان، وكذلك معاصره أبو بكر الخوارزمي وكنت فيما مضى وضعتُ كتاباً في أخبار الجاحظ صاحب البيان في وقته، وهاأنذا أضع كتاباً لعلم من أعلام البلاغة واللسان، وأذكر فيه أخباره وأشعاره، وما تيسر لي من الإتقان في إخراج هذا الكتاب يُذكر فيه بديع الزمان صاحب البيان، وأخباره الممتعة، ورسائله لأعلام عصره، وأشعاره، مفصحاً عن مناظراته مع أعلام عصره من الأدباء وغيرهم، وأسميته: النواظر الحسان في أخبار بديع الزمانوالله اسأله العون والتوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .المعتصم بالله أبو الحسن تركي الدهماني