روايتان من الأدب الياباني: ماذا تفعل ميكاج بطلة رواية “مطبخ” عندما تجد نفسها وحيدة دون أسرة، وأنها تستأنس بأجواء المطابخ الدافئة أكثر من أي مكان في العالم؟كيف تمضي الأيام بساتسوكي عندما تفقد حبيبها هيتوشي في حادثة سير وهييراجي حبيبته يوميكو في رواية”خيالات ضوء القمر”.مع هذه الشخصيات يعيش القارئ متعة التعرف على أعمال روائية يابان...
قراءة الكل
روايتان من الأدب الياباني: ماذا تفعل ميكاج بطلة رواية “مطبخ” عندما تجد نفسها وحيدة دون أسرة، وأنها تستأنس بأجواء المطابخ الدافئة أكثر من أي مكان في العالم؟كيف تمضي الأيام بساتسوكي عندما تفقد حبيبها هيتوشي في حادثة سير وهييراجي حبيبته يوميكو في رواية”خيالات ضوء القمر”.مع هذه الشخصيات يعيش القارئ متعة التعرف على أعمال روائية يابانية معاصرة هي بنانا يوشيموتو الصادرة ضمن سلسلة إبداعات عالمية التي يشرف عليها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب_الكويت_2001 _ ترجمة بسام حجار.ما يجمع بين الروايتين الإحساس بالفقد والحنين وان الأموات لا يرجعون والأشياء ليست سوى الأشياء وتطرح سؤالين هما: هل الماضي يسكننا للأبد أم أن هناك أمل قابل على الدوام أن يولد من جديد؟باقتضاب مفرط في كثافته تروي لنا بنانا يوشيموتو حقيقة المشاعر التي تتغذى بالمفارقات والمتناقضات،كما تروي سير الحيرة والضياع في حياة أشخاص افتقدوا معنى أن تستمر الحياة.أبطال بنانا ليسوا أبطالا لأنهم اختاروا أن يكونوا هامشيين، وهامشيتهم هذه لا تتأتى من فقدانهم المكانة الاجتماعية بل من موقفهم الرافض أي صلة مما تقدمه الحياة لأنهم يعلمون أن الحياة لن تلبث أن تستعيده فيفقدونه. “مطبخ” و”خيالات ضوء القمر” روايات ممتعة رغم بساطة الفكرة التي تجاور الخيط الفاصل بين الغفلة عن العيش وبين الانتباه إليه كمادة سردية تستحق أن يكتب عنها.الماضي عند الروائيين الشباب اليابانيين لم يعد بطلا روائيا ولم يعد مثالا للغبطة،كما لم يعد منهلا للحنين والأفكار لم تعد ذريعة للسرد الروائي.فالأفراد والأشياء وتفاصيل العالم الصغيرة أصبحت هي ما تستحق الكتابة عنها أي الجواهر البسيطة لحياة تتسع لمصير واحد ولا تتسع للمصائر التراجيدية ،لقد اكتسب الكتاب الجدد في اليابان كل تقنيات الرواية الغربية الحديثة واختبروا إلى أقصى ما يجيزه الاختبار أنماط عيشهم المتناقضة، أما السمة الغالبة في نتاجهم فهي الميل المعلن إلى الاقتضابية التي تجمع عناصر الرواية مكتملة في متوالية سردية لا تتجاوز صفحاتها المائة.