نبذة النيل والفرات:من الفكر ما يشبه الجمر، فيبقى متوقداً متأجحاً متوهجاً، محتفظاً برونقه وبريقه وعنفوانه إلى وقت طويل قادم، وكأنه سهم مضيء ينطلق في ليل بهيم إلى مستقبل بعيد، يخاطب أجيالاً في ضمير الغيب لم تولد بعد.ومن الفكر أيضاً ما يشبه الرماد، فيثبت وجوده ويلعب دوره ويخاطب إنسانه في زمانه ومكانه، وكأنه شهاب يلتمع برهة وجيزة ول...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:من الفكر ما يشبه الجمر، فيبقى متوقداً متأجحاً متوهجاً، محتفظاً برونقه وبريقه وعنفوانه إلى وقت طويل قادم، وكأنه سهم مضيء ينطلق في ليل بهيم إلى مستقبل بعيد، يخاطب أجيالاً في ضمير الغيب لم تولد بعد.ومن الفكر أيضاً ما يشبه الرماد، فيثبت وجوده ويلعب دوره ويخاطب إنسانه في زمانه ومكانه، وكأنه شهاب يلتمع برهة وجيزة ولحظة خاطفة في ظلام دامس، ثم ينطفىء إلى الأبد، ويتحول إلى حبة رمل في كثبان متحركة، وظاهرة عابرة في صيرورة دائمة.وهذا الكتاب يضم باقة صغيرة وحفنة قليلة من الجمر والرماد بهذا المعنى.ويتألف من مجموعة من مقالات نشرت في مجلة جمعية العروة الوثقى بالجامعة الأمريكية في بيروت في أوائل خمسينيات القرن العشرين، وأرفقت بأغلفة المجلة وفهارس كل عدد، إستكمالاً للصورة التاريخية والفائدة الفكرية، وتشمل أيضاً مجموعة من المقالت التي كتبت بعد حضور المؤلف إلى عمان مقيماً في الفترة 1993-2007.