فصول هذا الكتاب مقاربات للنصوص الأدبية القديمة ولكنها أيضا محاولات تفكير في أخلاقيات المقاربة والقراءة عموما. فلابد في راي الكاتبة من التحلي بنوع من الحياء المعرفي الذي يجعل معرفتنا معرفة بحدود المعرفة ، وعلمنا بالنصوص وقوفا على بعض أسرارها لا هتكا لجميع حجبها، وهذا الموقف المعرفي هو الذي يجعلنا نعتبر النصوص ذواتا من نوع خاص نحا...
قراءة الكل
فصول هذا الكتاب مقاربات للنصوص الأدبية القديمة ولكنها أيضا محاولات تفكير في أخلاقيات المقاربة والقراءة عموما. فلابد في راي الكاتبة من التحلي بنوع من الحياء المعرفي الذي يجعل معرفتنا معرفة بحدود المعرفة ، وعلمنا بالنصوص وقوفا على بعض أسرارها لا هتكا لجميع حجبها، وهذا الموقف المعرفي هو الذي يجعلنا نعتبر النصوص ذواتا من نوع خاص نحاول التحاور معها، لا أشياء جامدة منغلقة محددة الدلالة اليوم من تبسيط لنظرية البيان، وتشيؤ للنصوص الشعرية القديمة، وتبسيط للمعارف القديمة حولها. فلا يمكن اعتبار المنظومة البيانية التي حاولت الكاتبة توضيح تناقضاتها وثقل مسلماتها، ويمر اصطدامها بالنصوص أفقا وحيدا يتحرك فيه منتجو النصوص ومتقبلوها ولا يمكن اختزال المعرفة بالشعر في هذه المنظومة البلاغية، ولا يمكن سحب جميع المقولات النقدية القديمة على النصوص الشعرية ، وكأن النقد والشعر سيان : فما اشتراطه أهل البلاغة والبيان في الشعر قلما وفى به الشعر : فالبيان حلم علمي بلاغى أكثر منه واقع للنصوص المنجزة . إنه حلم من أحلام العقل.