رغم صعوبة التكهن بما يدور في ذهنية الجلادينحين يمارسون التعذيب، حيث أنهم نادرا ما يتقدمون بالشكوى منكونهم يمارسون التعذيب، إلا أن هذا الكتيب يحاول أن يلقيالضوء على الآليات النفسية التي يستخدمها القائمون علىالتعذيب من أجل تبرير أفعالهم أو تحصين أنفسهم من الشعوربالذنب وبفداحة ما ارتكبوه من جرم، وهي آليات تستند إلى حدكبير على الخلف...
قراءة الكل
رغم صعوبة التكهن بما يدور في ذهنية الجلادينحين يمارسون التعذيب، حيث أنهم نادرا ما يتقدمون بالشكوى منكونهم يمارسون التعذيب، إلا أن هذا الكتيب يحاول أن يلقيالضوء على الآليات النفسية التي يستخدمها القائمون علىالتعذيب من أجل تبرير أفعالهم أو تحصين أنفسهم من الشعوربالذنب وبفداحة ما ارتكبوه من جرم، وهي آليات تستند إلى حدكبير على الخلفية السياسية والنظام السياسي الذي يدعم هؤلءويقدم لهم الحماية والتغطية على ممارساتهم.كذلك يتعامل الكتيب مع التعذيب على اعتبار أنه ظاهرة تمسالجنس البشري كله، لم يقتصر فيها على بلد دون الآخر فجاءبذلك ليعكس حقيقة مؤلمة وهي أن التعذيب ليس اختراعا بشريافحسب، وإنما هو أيضا ظاهرة عالمية، بل أنه قد يكون منالمفارقات أن تأتي العولمة التي وعدتنا بتحويل العالم إلى قريةصغيرة يملكها البشر جميعا بعولمة التعذيب والمعتقلات حيث لميعد من النادر أن نجد المواطنين ينقلون من بلد إلى بلد أخرىبهدف تعذيبهم في ظل مراقبة شعبية أقل أو بحثا عن حمايةقانونية أعلى.من مقدمة أ.د أحمد عكاشة.