يضم هذا الكتاب يبين طياته بابين يحتويان على ثمانية فصول. أما الباب الأول فيحمل عنوان "من الإجماع الفكري إلى الجدل النقدي" حيث يضم خمسة فصول، يتناول الأول منها النظرية الاجتماعية من منظور إنساني، فيطرح الموقف الراهن لهذه النظرية موضحاً الصعوبات والمشكلات التي تواجهها لينتهي بتبني تصور إنساني قادراً على دفع هذه النظرية خطوات إلى ا...
قراءة الكل
يضم هذا الكتاب يبين طياته بابين يحتويان على ثمانية فصول. أما الباب الأول فيحمل عنوان "من الإجماع الفكري إلى الجدل النقدي" حيث يضم خمسة فصول، يتناول الأول منها النظرية الاجتماعية من منظور إنساني، فيطرح الموقف الراهن لهذه النظرية موضحاً الصعوبات والمشكلات التي تواجهها لينتهي بتبني تصور إنساني قادراً على دفع هذه النظرية خطوات إلى الأمام. أما الفصل الثاني فيتناول علاقة التاريخ بعلم الاجتماع، حيث يستعرض نشأة هذه العلاقة والتحولات التي طرأت عليها والتي أدت في نهاية الأمر إلى انفصال واضح بين العلمين، ويحاول هذا الفصل صياغة بعض القضايا التي يمكن أن تشكل مدخلاً لالتقاء جديد بين العلمين.وفي الفصل الثالث نعقد حواراً بين الماركسية والنظرية الاجتماعية الغربية من خلال مجموعة من القضايا النظرية المشتركة بينهما، كالإيديولوجيا والبناء الطبقي والاغتراب والصراع والتغير. ومن خلال هذا الحوار نقدم إسهاماً في علم الاجتماع المعرفي، ونطرح مجموعة من الأفكار التي تصلح أساساً للمناقشة والجدل. ويمثل هذا الحوار بداية لانطلاقة الفصل الرابع الذي يتناول الوظيفة والتحول الاجتماعي، حيث نناقش القيود المفروضة على هذه النظرية عند دراسة قضية كبرى كالتحول الاجتماعي.أما الفصل الخامس فيلقي نظرة شاملة على أزمة علم الاجتماع، مركزاً على حقبة السبعينات، على أن اهتمامنا في هذا الفصل ينصب على تحليل الاتجاهات النقدية المختلفة التي حاولت تشخيص هذه الأزمة واقتراح الحلول الملائمة لها.أما الباب الثاني فقد حمل عنوان "من التكامل الاجتماعي إلى الوعي الإنساني" ولقد قصدت بهذا العنوان الإشارة إلى ميل النظرية الاجتماعية الحديثة إلى تأكيد أهمية الوعي الإنساني ودور الإرادة الإنسانية في العالم الاجتماعية. ويمثل هذا الميل تحولاً عن اتجاه سابق اتخذته هذه النظرية منذ سيطرة النزعة الوظيفية علها وما ارتبط بذلك من تأكيد لمختلف هذه النظرية منذ سيطرة النزعة الوظيفية عليها وما ارتبط بذلك من تأكيد لمختلف جوانب التكامل الاجتماعي.ويتضمن هذا الباب ثلاثة فصول، يتناول أولها فكرة "الخيال السوسيولوجي" التي صاغها ميلز في أواخر خمسينيات هذا القرن. وتستند مناقشتنا لهذه الفكرة إلى عدة اعتبارات من بينها: قدرتها على الإسهام في تحرير علم الاجتماع من المفاهيم الوظيفية الكلاسيكية، وتدعيم الفهم الإنساني للمجتمع، وتعميق الاهتمامات السوسيولوجية.وفي الفصل الثاني من هذا الباب نتناول مفهوم "التأمل السوسيولوجي" الذي طرحه جولدنر في مطلع سبعينات هذا القرن، خاصة وأن هذا المفهوم قد ظهر في إطار نقد شامل لعلم الاجتماع الغربي. ولقد اعتمدنا في تحليلنا لمفهوم "التأمل السوسيولوجي" على نفس الاعتبارات التي اعتمدنا عليها عند تقييم مفهوم "الخيال السوسيولوجي. وفي الفصل الثالث والأخير من هذا الباب نناقش "النظرية النقدية" كما طرحتها مدرسة فرانكفورت وعلى الأخص هوركهايمر وماركيوز وهابيرماس، بهدف إبراز الإسهامات النقدية التي قدمتها هذه المدرسة وتأثيراتها المتعددة على علم الاجتماع الحديث، وأخيراً فلقد حرصت على تزويد هذا الكتاب بقائمة ببليوجرافية حديثة في النظرية الاجتماعية وكذا على أهم الإسهامات النقدية.