نبذة النيل والفرات:إن العناية بالأنساب والاهتمام بها سنة مأثورة، حثّ عليها الشرع. وقد أهتم كثير من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنساب، وبرزوا في ذلك واشتهروا به. ومن أشهر هؤلاء الخليفة الراشد أبو بكر الصديق وحيد بن مطعم رضي الله عنهما وعدد من الصحابة مثل عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما وغيرهم.وقد روي عن عمر...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:إن العناية بالأنساب والاهتمام بها سنة مأثورة، حثّ عليها الشرع. وقد أهتم كثير من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنساب، وبرزوا في ذلك واشتهروا به. ومن أشهر هؤلاء الخليفة الراشد أبو بكر الصديق وحيد بن مطعم رضي الله عنهما وعدد من الصحابة مثل عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما وغيرهم.وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:" تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم، ولا تكونوا كنبط السواد، إذا سئل أحدهم ممن أنت؟ قال من قرية كذا، فوالاه أنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء لا يعلم الذي بينه وبين من دخله الرحم لروعه ذلك عن انتهاكه". كما كان هناك من أجلّة التابعين من أولى هذا العلم عناية واهتمامه، مثل سعيد بن المسيب. بالإضافة إلى ذلك تحدث علماء الإسلام عن شرف هذا العلم وفضله. فقال ذلك الأمام بن حزم. "علم النسب علم جليل رفيع إذ به يكون التعارف، وقد جعل الله تعالى جزءاً منه تعلمه لا يسع أحداً جهله، وجعل تعالى جزءاً يسيراً فضلاً تعلمه.."وإن الاهتمام بهذا العلم وحفظ الأنساب ومعرفتها، ليس مرتبطاً بالعصبية الجاهلية والفخر المذموم الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا شيء، وذاك شيء آخر. وبناءً على ذلك فإن معرفة الأقارب والعشيرة في الأمور الهامة على ذوي البصائر تعلم هذا العلم. من هذا المنطلق يأتي هذا الكتاب الذي هو كتاب جامع شامل، يتحدث عن الأسر التيمية في حوطة بني تميم، سارداً ما ذكره عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم.وقد قام المؤلف في هذا الكتاب بجمع الأسر التيمية في حوطة بني تميم رابطاً بين الفروع والأصول ومفصلاً فيهم حسب البطون وهم بطن بني العنبر وبطن حنظلة وبطن بني سعد، باذلاً جهده في تحري الصواب وتوثيقه بالمصادر والمراجع أو برواة عدول ذوي العلم في الأنساب.ويمكن القول بأن هذا الكتاب مع ما سبقه من كتب عن الأسر التيمية في حوطة بني تميم يعد مرجعاً علمياً وتاريخياً للمنطقة ولأهلها وللباحثين.