نبذة النيل والفرات:هذا الكتاب ما انفك منذ قرن تقريباً يحتل مكانة خاصة في الكتابات الإستشراقية، لاسيما في مجال الإحاطة بمشاكل النظام الأموي، وملاحقة المعضلات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت سبباً في سقوطه وانهياره. ولكن ما يؤخذ عليه، رغم منهجه العلمي، ذلك الموقف المتشنج من الدولة الأموية، والمتعاطف عموماً مع حركة المعارضة غير ال...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:هذا الكتاب ما انفك منذ قرن تقريباً يحتل مكانة خاصة في الكتابات الإستشراقية، لاسيما في مجال الإحاطة بمشاكل النظام الأموي، وملاحقة المعضلات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت سبباً في سقوطه وانهياره. ولكن ما يؤخذ عليه، رغم منهجه العلمي، ذلك الموقف المتشنج من الدولة الأموية، والمتعاطف عموماً مع حركة المعارضة غير العربية، واللجوء أحياناً إلى الاستعانة بأمثلة غير مسندة لتدعيم رأيه... على أن في الكتاب رغم ذلك، جوانب إيجابية عديدة تدفع هذا الحكم المبرم، وتكشف عن رواية صافية وعمق في التحليل.وكان "فان قلوتن" وهو من جيل مدرسة معروفة في الاستشراق لها مفاهيمها الخاصة، إن لم نقل قوانيها الثابتة، تلك التي واكبت المد الاستعماري الأوروبي على حساب الدولة العثمانية "المريضة" متأثرة بالدور الذي آلت إليه علاقات الشرق الإسلامي بالغرب المسيحي، والذي يمثل برأي هذه المدرسة التفوق والسيطرة. ومن هذه الخلفية كان "فان فلوتن" يرى في دولة الأمويين، حاملة لواء التوسع في ا لقارة الأوروبية، أحد أشكال الاستعمار، أو الاحتلال العسكري في العصور الوسطى.وبالعودة لمضمون هذا الكتاب نجد أنه عبارة عن بضعة أبحاث أو مقالات، يبدو أن "فان فلوتن" قد وضعها في أوقات متفاوتة ثم أصدرها باللغة الفرنسية لحرصه على أن تصل إلى أكبر عدد من القراء، حين كانت الفرنسية لغة الثقافة والاستشراق الأولى ذلك الوقت، وهذه الأبحاث تتمحور حول موضوعات ثلاثة: أولاً: السيطرة العربية، ويضم مناقشات لقضايا اقتصادية واجتماعية من العصر الأموي، تبدأ بقضية الفتوحات ونظام الضرائب وأوضاع الموالي، وحركة الإصلاح التي قام بها الخليفة عمر بن عبد العزيز، وتنتهي بثورة الحارث من سريج وراء نهر جيحون. ثانياً: الشيعة أو الشيعية، ويبحث في المعارضه السياسية التي انعقدت ريادتها لهذه الحركة بأجنحتها المختلفة، ثالثاً: المعتقدات المهدية وهو البحث الأكثر تعقيداً والذي تطلب من المترجم إعادة النظر فيه وتقويمه، حيث أنه عرض لهما في ملحق هذا الكتاب.