تعتبر سوريا من البلدان العربية التي تعاني أزمة مائية، وتعتمد بشكل رئيسي على مياه نهر الفرات الذي تقع غالبية منابعه في الأراضي التركية، وأن الأحواض الجوفية للينابيع السورية تقع أيضاً على مقربة من الحدود التركية. كما أن سوريا التي تندرج ضمن البلدان الواقعة في الحزام الجاف وشبه الجاف من العالم تُعد حاجتها الماسة للماء حقيقة جوهرية ...
قراءة الكل
تعتبر سوريا من البلدان العربية التي تعاني أزمة مائية، وتعتمد بشكل رئيسي على مياه نهر الفرات الذي تقع غالبية منابعه في الأراضي التركية، وأن الأحواض الجوفية للينابيع السورية تقع أيضاً على مقربة من الحدود التركية. كما أن سوريا التي تندرج ضمن البلدان الواقعة في الحزام الجاف وشبه الجاف من العالم تُعد حاجتها الماسة للماء حقيقة جوهرية لا جدال فيها، لدرجة أن خطط التنمية التي تتبناها تعد ضرورة حيوية تفرضها اعتبارات البقاء والأمن والغذاء.وتزداد أزمة المياه خطورة من منظور الواقع الإقليمي لسوريا فبعض مصادر مياهها تقع في الأراضي التي احتلتها إسرائيل، وبسبب المشاريع الحالية والمستقبلية التركية، وفي طليعة هذه المشاريع مشروع جنوب شرق الأناضول المعروف بمشروع "غاب". وفي ضوء هذه المعطيات تحتل المسألة المائية أولوية متزايدة في السياسة الخارجية السورية.يحتوي الكتاب على أربعة فصول: يبحث الأول في الإطار العام لتحليل السياسة الخارجية السورية من حيث التوجهات والدور والمحددات والمؤسسات. ويتناول الفصل الثاني مشكلة نهر الفرات والميزان المائي لدول حوض النهر ومركزه القانوني. ويركز الفصل الثالث على المشروعات المائية التركية وتأثيرها على الموارد المائية السورية. أما الفصل الرابع فيبحث في محددات السياسة السورية وأدواتها في التعامل مع تركيا.