يعتبر كتاب "الإمتاع والمؤانسة" لأبي حيان التوحيدي، من أنفس الكتب وأغناها على الصعيد الأدبي والفكري والعلمي والفلسفي، وهو كتاب سجل فيه أبو حيان، وبدقة متناهية، وبيان راقٍ، وأسلوب فنيّ رفيع، كل ما دار بينه وبين الوزير أبي عبد الله العارض الذي يعرض أيضاً بان سعدان، وزير صمصام الدولة البويهي ببغداد، أحاديث، واقوالاً، وشواهد متفرقة، ...
قراءة الكل
يعتبر كتاب "الإمتاع والمؤانسة" لأبي حيان التوحيدي، من أنفس الكتب وأغناها على الصعيد الأدبي والفكري والعلمي والفلسفي، وهو كتاب سجل فيه أبو حيان، وبدقة متناهية، وبيان راقٍ، وأسلوب فنيّ رفيع، كل ما دار بينه وبين الوزير أبي عبد الله العارض الذي يعرض أيضاً بان سعدان، وزير صمصام الدولة البويهي ببغداد، أحاديث، واقوالاً، وشواهد متفرقة، في الحكمة والخاطرة، والحكاية والطرفة، والنفس والأخلاق، والفلسفة والكلام، واللغة والأدب، والنقد، والتعليق الذكي، بما يدخل في صميم الأدب حيناً او في صميم الأدب الإنشائي الذي ابتدعته يراعه أبي حيّان، حيناً آخر أو أدب الملحة والشاهد، أحياناً.هذا بالإضافة إلى شتى العلوم المتعلقة باللغة والنحو والصرف، آناً، وبالنفس والأخلاق والطباع، آناً آخر، أو بالفلسفة وعلم الكلام، آونة، بحيث يكون أبو حيان صاحب الرأي، في هذا الموضوع، وذاك، تارةً، أو ناقلاً، مجرّد ناقل لرأي الآخر، مؤيداً مستحسناً، أو رافضاً مستهجناً، تارة ثانية، أو موازناً بين هذا وذاك من العلماء والحكماء والفلاسفة، ومن الشعراء والأدباء، وأصحاب المعارف، وأرباب العلوم والصناعات طوراً.ومن خلال هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ "أبو حيان قراءة في إمتاعه ومؤانسته" لمؤلفه الدكتور يحيى الشامي، وبعد قراءته لـ"الإمتاع والمؤانسة" قراءة متأنية وبعد استمتاعه بأحاديه ومباحثه ومسائله العلمية والأدبية والكلامية والفلسفية واللغوية والنحوية والصرفية، وغير ذلك من مباحث ومسائل، يدعو القارئ لمشاركته الاستمتاع بها، والاطلاع على أدب هذا الرجل وفكره.استهل المؤلف كتابه بمقدمة ثم اتبعها بتمهيد ضمنه إطلالة موجزة على العصر الذي عاش فيه الرجل، وأخرى على سيرة حياته، وثالثة على التعريف بكتابه الموسوم بـ(الإمتاع والمؤانسة). متبعاً كلاً من المقدمة والتمهيد بباب أول عنوانه (أبو حيان أديباً) وهو عبارة عن أربعة فصول هي التالية: الأول منها في الأدب الإنشائي، الثاني: في الأدب الوصفي، الثالث: في النقد الأدبي، الرابع: في أدب الملحمة والشاهد. ثم تلى الباب الأول باب ثانٍ بعنوان (أبو حيان عالماً،) وهو عبارة عن ثلاثة فصول هي التالية: الأول منها في اللغة والنحو والصرف، الثاني في النفس والأخلاق والطباع، والثالث في الكلام والفلسفة. منهياً بعد ذلك الكتاب بباب مستقل هو عبارة عن مختارات من كتاب أبي حيان هي ذات دلالة ومغزى وفائدة يستفيدها القارئ ويتزود بها في دنياه ومعاده.