عزَّ على الأديب المهجري "عبد الرضا نور الدين" أن تغدو شهرة بلدته "جويا" حجاباً لحقيقتها ولأنه يعرف تاريخ بلدته ويعرف الجذور الإنسانية والدينية والاجتماعية والأدبية التي يقوم عليها حاضرها، عزّ عليه أن تحجب شهرة الثروة الزائلة هوية وماهية هذه البلدة الخالدة، فجرد قلمه وخطّ هذا السفر الرائع أدباً وبحثاً وتنقيباً وتأريخاً وحكايات ور...
قراءة الكل
عزَّ على الأديب المهجري "عبد الرضا نور الدين" أن تغدو شهرة بلدته "جويا" حجاباً لحقيقتها ولأنه يعرف تاريخ بلدته ويعرف الجذور الإنسانية والدينية والاجتماعية والأدبية التي يقوم عليها حاضرها، عزّ عليه أن تحجب شهرة الثروة الزائلة هوية وماهية هذه البلدة الخالدة، فجرد قلمه وخطّ هذا السفر الرائع أدباً وبحثاً وتنقيباً وتأريخاً وحكايات وروائع وأساطير لو لم يتداركها قلمه لابتلعها النسيان، إن المؤلف لم يضف قصراً جديداً على عشرات القصور العامرة في بلدته (جويا) ولكنه وهبها في كتابه هذا ما هو أهم من ذلك وأبقى... لقد انتشل تاريخها وحياتها وعاداتها وتقاليدها من الضياع ونفض عن حقيقتها غبار الزمن وأعاد إليها نبضها الإنساني، وانتماءها الحميم إلى القيم التي صنعت تاريخ جبل عامل. جاعلاً من كتابه هذا ذاكرة حية تراقب وتوجّه وتفعم مسيرة ازدهار بلده بقوة الحب والإيمان والانحياز إلى قيم الحق والعدل والعطاء والتكافل والوحدة.