لقد أنزل الله سبحانه وتعالى منهاج التربية الإسلامية على مر العصور البشرية، عن طريق الأنبياء والرسل عليهم السلام؛ لهدايتهم إلى طريق الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، وبين الله سبحانه وتعالى أن منهاج التربية الإسلامية اكتمل ببعثة نبينا ومعلمنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ لذلك فقد جاءت رسالته صلى الله عليه وآله وسلم، رسالة عالمية...
قراءة الكل
لقد أنزل الله سبحانه وتعالى منهاج التربية الإسلامية على مر العصور البشرية، عن طريق الأنبياء والرسل عليهم السلام؛ لهدايتهم إلى طريق الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، وبين الله سبحانه وتعالى أن منهاج التربية الإسلامية اكتمل ببعثة نبينا ومعلمنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ لذلك فقد جاءت رسالته صلى الله عليه وآله وسلم، رسالة عالمية للناس كافة وشاملة لجوانب السلوك الإنساني، المعرفي والانفعالي والمهاري.لقد احتوى منهاج التربية الإسلامية، على علوم شرعية هي من أشرف العلوم؛ لأنها تبحث في كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، دراسة وفهما وتحليلا واستخلاصا للعبر والحكم والأحكام الشرعية الاعتيادية والعملية.تجدر الإشارة إلى أن الإنسان محكوم باعتقاده وسلوكه بما شرع الله سبحانه وتعالى وسيحاسب عليه يوم القيامة، لذلك فإن تعلم علوم الشريعة واجب على كل مسلم ومسلمة، بالقدر الذي يميز به بين الحلال والحرام وما يصح وما لا يصح في الاعتقاد والسلوك، أما العلوم الشرعية بمجملها فهي فرض كفاية. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم).لقد رغّب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تعلم العلوم الشرعية وتعليمها، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). فكان صلى الله عليه وسلم المعلم الأول لأصحابه وللأمة الإسلامية جميعها.إن التربية الإسلامية تتضمن مبادئ وتوجيهات ترشد المربي وتساعده على أداء دوره على أكمل وجه، فالقرآن الكريم يحترم عقل الإنسان ويدعو إلى تقديم الأدلة والبراهين المقنعة، وقد راعى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الفروق الفردية واستخدم أساليب متنوعة في تعليم وتربية أصحابه، فخاطب الناس بقدر عقولهم.لقد برز عدد من العلماء والمربين المسلمين، فوضعوا كتبا ومؤلفات متخصصة في التربية الإسلامية وأساليب التعليم، من أمثال: الغزالي والماوردي وابن خلدون وابن سحنون وابن جماعة وابن سينا وغيرهم. فلم ينقطع اهتمام العلماء والباحثين والمهتمين بالتربية الإسلامية وأساليب تدريسها، فظهرت العديد من المؤلفات فيها، إلا أنها لم تهتم بتأصيل هذه الأساليب ولم تواكب ما استجد من تطورات علمية حديثة في أساليب التدريس، بالإضافة إلى خلوها من توظيف المعارف والخبرات المهنية في مجال تدريس التربية الإسلامية. وحاول الكاتب أن يكمل النقص الذي وجد في الكتب السابقة، من خلال الإفادة من علوم الشريعة والأدب التربوي والإسلامي وما أظهرته الدراسات والبحوث العلمية والتربوية، من معارف وخبرات. وبهذا حاول الكاتب إيجاد نوع من التكامل بين التربية الإسلامية وغيرها من العلوم، كعلم النفس التربوي والدراسات الاجتماعية.